صباح يوم الـ17 من شهر غشت الماضي، خرجت الطفلة نعيمة التي وجدت جثتها أول يوم أمس السبت 26 شتنبر بأحد الجبال نواحي أكداز، رفقة شقيتها التي تبلغ من العمر 11 سنة، خرجت من المنزل ولم تعد. شقيقتان من ذوي الاحتياجات الخاصة، لاحظ جدهما غيابهما طويلا عن البيت، ليهم بالبحث عنهما، وجد الشقيقة الكبرى، لكن لم يهتدي إلى طريق الضحية التي أزهقت روحها في ربيعها الخامس.
عبد المجيد روحي، عم الطفلة الضحية نعيمة، يروي في حديثه مع "تيلكيل عربي" اليوم الاثنين 28 شتنبر، تفاصيل ما وقع.
لماذا عثر على جثة الطفلة بعد أكثر من شهر على اختفاءها؟ هل وضعت العائلة شكاية حول اختفائها في نفس اليوم؟ ماذا قامت به مصالح الدرك للعثور عليها؟ وكيف تعرفت العائلة على جثتها من خلال الأشلاء التي عثر عليها؟ وما هي آخر مستجدات الملف بعد إعلان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بورزازت فتح تحقيق قضائي دقيق في قضية اختفاء طفلة في منطقة أكذز، وإنجاز خبرة جينية على بقايا عظام بشرية صغيرة؟
يوم الاختفاء
قرابة الساعة العاشرة من صباح الاثنين 17 غشت الماضي، خرجت الطفلة نعيمة رفقة شقيتها، لم يكن الخروج بغرض السخرة أو الابتعاد كثيرا عن البيت، يقول عم الطفلة عبد المجيد روحي.
"تأخرت الطفلتان في العودة إلى البيت، وأول من لاحظ ذلك جدهما، والذي هم أولاً بالخروج للبحث عنهما، بعد ساعات عثر على شقيقة نعيمة التي تبلغ من العمر 11 سنة، لكنها لم تستطع الكشف عن مصير أختها أو الوجهة التي قصدتها ومع من من مختطفها أو مختطفيها المشتبهين"، يقول العم.
ويضيف: "في نفس اليوم، قمنا بوضع شكاية لدى مصالح الدر الملكي، وتعبأت معنا كل ساكنة دوار تفركالت التابع لجماعة مزكيطة اكدز، للبحث عنها".
وأكد العم أن عمليات البحث استمرت لأيام، وما صعب ذلك هو عدم قدرة شقيقتها وهي بدورها من ذوي الاحتياجات الخاصة، على تقديم أي معلومات تفيد في الاهتداء إلى مصير الضحية الراحلة.
احتمال السقوط في بئر
لم تتوقع عائلة الطفلة الراحلة نعيمة، يوم اختفائها، وبعد وضعها لشكاية لدى مصالح الدرك الملكي، أن يكون اختفاؤها بسبب اختطاف أو احتجاز.
ويكشف عمها في هذا الصدد، أن "الاشتباه في أول الأمر كان في اتجاه احتمال سقوطها بأحد الآبار المنتشرة بالمنطقة".
ويتابع في ورايته لـ"تيلكيل عربي": "حين قدمنا شكاية لدى الدرك الملكي، قاموا بالتواصل مع مصالح الوقاية المدنية، والذين حلوا بالمنطقة في اليوم الموالي، ثم قمنا بتمشيط منطقة واسعة، وبحثنا عنها في أربعة آبار قريبة من الدوار".
وبعد عدم العثور عليها في الآبار حيث تمت عملية البحث، يضيف عم الطفلة الراحلة، انتقل البحث عنها في أماكن أبعد. "بحثنا في الحقول وداخل المنازل المهجورة وصعدنا الجبال، بل وصلنا إلى حيث وجدت جثتها متحللة".
من قتل الطفلة نعيمة؟
إلى حدود اللحظة، وحسب ما هو رسمي، كما جاء في بلاغ الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بورزازات، "تم العثور على بقايا عظام بشرية صغيرة الحجم وبعض الملابس بأحد الجبال بمنطقة تفركالت نواحي أكدز مساء يوم السبت 26 شتنبر 2020".
وأضاف الوكيل العام للملك، أنه على "ضوء هذه المعطيات تم فتح بحث قضائي دقيق تحت إشراف هذه النيابة العامة، عهد به للمركز القضائي للدرك الملكي بزاكورة، وذلك من أجل إجراء خبرة جينية على العظام البشرية لمعرفة الحمض النووي ولتحديد أسباب الوفاة، والقيام بالتحريات اللازمة لمعرفة ظروف وملابسات هذه الواقعة".
وفي انتظار نتائج التحقيق، طرح "تيلكيل عربي" على عم الطفلة الراحلة سؤال: كيف عرفتم أن الجثة التي تم العثور عليها تخصها؟ ويجيب: "تعرفنا عليها من ملابسها التي كانت ترتديها يوم اختفائها، وهناك معطى آخر أكد لنا بأنها هي، وهو رباط شعرها".
ويشدد العم على أن "المكان الذي عثر فيه على الجثة متحللة، لا يمكن أن تصله الراحلة لوحدها. نعيمة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا يمكن أن تقطع لوحدها كل تلك المسافة من الدوار إلى الجبل جيث عثر على جثتها متحللة، هناك من حمل الجثة وتخلص منها هناك".
ويضيف العم في روايته لـ"تيلكيل عربي": "طيلة أيام البحث عنها، لم نترك أي مكان ولم نبحث فيه عنها، وأعتقد أن الجاني انتظر حتى يأسنا ثم قام بالتخلص من الجثة في ذلك المكان".
العم في تصريحاته "يستبعد شبهة الاغتصاب"، وفي الوقت ذاته: "يرجح فرضية استغلالها في استخراج الكنوز"، ويقول في هذا الصدد: "نعيمة اختفت مع اقتراب ليلة عاشوراء، وخلال هذه الفترة يكثر نشاط الباحثين عن استخراج الكنوز في المنطقة".
وتبقى فرضية العم مفتوحة على التأكيد أو النفي في انتظار استكمال التحقيق في الفاجعة التي هزت إقليم زاكورا.
ويكشف عم الطفلة الراحلة، أن مصالح الدرك الملكي شرعت منذ يوم أمس الأحد في استدعاء جميع ساكنة الدوار، "الكل أصبح مشتبه به. عناصر الدرك الملك وجهوا لنا مجموعة من الأسئلة، من بينها هل لدينا عداوة مع أحد في الدوار؟ ليست لنا أي عداوة، والتحقيق اليوم يشمل الجميع".