انعكس انهيار إنتاج الكليمنتين في الموسم الأخير سلبا على فرص العمل، ما من شأنه أن يفضي إلى اتساع دائرة البطالة في العالم القروي.
وتراجع إنتاج الحوامض، في الموسم الحالي، بحوالي 50 في المائة على الصعيد الوطني، وهي نسبة ترتفع إلى 80 في المائة في بعض المناطق.
ويأتي انهيار إنتاج الحوامض في الموسم الأخير، بعد ارتفاع كبير في الموسم الماضي، حيث كان منتجون اضطروا إلى إتلاف الآلاف من الأطنان من الحوامض، بل إن منهم من لم يعمد إلى جني محصوله، في ظل تراجع حاد للأسعار إلى رمي منتجاتهم.
وينتظر أن يعلن في الأيام المقبلة عن تفاصيل الاتفاق الذي أبرم بين المهنيين ووزارة الفلاحة والصيد البحري حول التدابير التي ستتخذ من أجل مواكبة قطاع الحوامض في ظل الأزمة التي تخترقه.
وسيأتي الكشف عن تلك التدابير بعد تصديق وزارة الاقتصاد والمالية على الاتفاق، الذي كان أبرم بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والمهنيين في يوليوز الماضي.
وكانت الفيدرالية الوطنية لمنتجبين الحوامض قد أكدت، في أكتوبر الماضي، أن الفاعلين يجدون أنفسهم حاليا في وضعية صعبة، لا تتيح لهم الوفاء بالتزامات تجاه الموردين أو تمويل تحملات الموسم الحالي، الذي يعرف تراجعا للإنتاج بنسبة 50 في المائة على الصعيد الوطني، وهي نسبة تبلغ 80 في المائة في بعض المناطق، ما من شأنه أن ينعكس سلبا على إيرادات الفلاحين.
وذكرت بأنه تم اعتبارا، من يناير الماضي، عقد لقاءات ومشاورات مع وزارة الفلاحة، التي عبرت عن استعدادها لدعم السلسلة من أجل تجاوز الأزمة، حيث جرى الاتفاق حول تدابير لدعم الإنتاج والتصدير والتحويل، وهو ما كان موضوع اتفاقية وقعت في يوليوز الماضي.
واعتبرت أن القطاع أنجز منذ إطلاق المخطط الأخضر قبل 12 عاما، استثمارات في حدود 10 ملايير درهم، ثلثها أتاحته الوزارة على شكل دعم في إطار صندوق التنمية الفلاحية، غير أنها ترى أنه بالنظر للسياق الحالي، تلك الاستثمارات يمكن أن تبدو غير مجدية، دون تدخل مستعجل من السلطات العمومية على شكل تدابير مواكبة ودعم للفاعلين من أجل مواجهة الأزمة الدولية والحفاظ على فرص العمل وصيانة وضع المغرب كبلد مصدر للحوامض.
ويذهب حسن الحويجب، الكاتب العام للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغرب للشغل بأولاد تايمة، إلى أن التراجع الحاد للإنتاج في العام الحالي، انعكس سلبا على فرص العمل التي يوفرها قطاع الحوامض.
وأشار إلى أنه في موسم عاد يوفر جني الحوامض في منطقة سوس ماسة ما بين 12 و14 ساعة من العمل في اليوم، غير أن تراجع الإنتاج في الموسم الحالي قلص ساعات العمل إلى أربع ساعات، مؤكدين على أن العديدين لا يتمكنون من الحصول على فرص عمل في الموسم الحالي.
ويضيف بأن العمل في الضيعات ومحطات التلفيف بمنطقة سوس ماسة أضحى متقطعا يرتهن لطلبيات التصدير، مشيرا إلى أن الوضع مختلف بمنطقة مثل بركان، حيث لم يشهد الإنتاج تراجعا حادا.
يشار إلى أن قطاع الفلاحة إلى غاية متم شتنبر الماضي 204 ألف فرصة عمل، من بينها 202 ألفا بالبوادي و2000 بالمدن، حيث تأثر بالتساقطات المطرية القليلة التي أفضت إلى انخفاض حاد في محصول الحبوب.