في الوقت الذي ترد فيه أخبار عن قبول المغرب يوافق على إعادة 116 مهاجرا من إفريقيا جنوب الصحراء، اقتحموا سياج سبتة المحتلة، قال المؤرخ الفرنسي المتخصص في المغرب وعموم المغرب العربي بيير فيرمورين إنه في الوقت التي تبدو السلطات الإسبانية الجديدة أكثر تسامحا مع المهاجرين، يعبّر المغرب عن نفاذ صبره حول هذه الموضوع.
وأوضح أن هؤلاء الأفارقة من جنوب الصحراء يوجدون في حالة يأس بعد أن أغلقت إيطاليا "البحر الأبيض المتوسط الشرقي"، ولم تعد لهم بوابة غير مضيق جبل طارق.
وزاد فيرمورين، في حوار مع "لوفيغارو"، أن المغرب يريد تخفيف الوضع في المنطقة القريبة من الريف وطنجة، لذلك يقوم بترحيل المهاجرين الأفارقة لإعادة إلى بلدانهم.
ويرى أستاذ التاريخ المعاصر للمغرب العربي بباريس 1 بانتيون- السوربون أن هؤلاء المهاجرين يريدون وضع أقدامهم في أوروبا مهما كانت الطريقة، حتى يصعب طردهم بعد استفادتهم من وضع مرشحين لصفة لاجئين.
وقال إنهم يتجاوزون حدودا في سبتة ترتفع لستة أمتار مغطاة بالأسلاك الشائكة التي يتجاوزها البعض منهم بعد قطع أجزاء منها، ثم إبعاد الحرس المدني حتى يضعوا أقدامهم في منطقة عازلة تمتد لحوالي 15 مترا...
وأوضح فيرمورين أنه في التسعينات (من القرن الماضي) كانت الطرق الرئيسية إلى أوروبا هي مضيق جبل طارق بحوالي 200 ألف عابر سنويا أغلبهم مغاربة، وبعد السياسة للإفريقية للملك محمد السادس والتي تفرض احتراما أكثر للمهاجرين، كان لذلك أثر مباشر لتتعرض المملكة لأمواج من الهجرات.