فيلم "الوصايا".. سناء عكرود: وهبي شجاع وخطابه واضح ولم يتدخل في رؤيتي الفنية

الممثلة سناء عكرود / تيلكيل عربي / تصوير سامي سهيل
محمد فرنان

في بادرة هي الأولى من نوعها بالمغرب، دعمت وزارة العدل فيلم "الوصايا" للمخرجة والسيناريست سناء عكرود، الذي يروي قصة "الضاوية" ومعاناتها في أروقة المحاكم، ونضالها دفاعا عن نساء التعاونيات.

في هذا الصدد، قالت الفنانة سناء عكرود، في حوار مع "تيلكيل عربي"، إن "التزام عبد اللطيف وهبي بالدفاع عن حقوق المرأة ليس أمرا مستجدا، بل يعود إلى سنوات قبل توليه وزارة العدل".

وأوضحت أن "من القضايا الأساسية التي يتبناها وهبي هي تزويج القاصرات، الذي (طبع معه) المغاربة، ويعد كارثة في حق الطفولة".

وبخصوص دور وزارة العدل، وبعدما أكدت أن الإنتاج تكفلت به بشكل مستقل وبمالها الخاص، أبرزت أن دعم الوزارة كان على المستوى "اللوجيستيكي والخدماتي".

وأضافت: "أحاطني وزير العدل بفريق مختص لتقديم أي استشارة قانونية، خصوصا في ما يتعلق بمراحل المداولات والمرافعات القانونية".

وشددت على أن "السيناريو بكل تفاصيله واختياراته كان ثمرة بحث معمق أجريته منذ سنوات، وهو يعكس رؤيتي الخاصة، والمميز في الأمر أن عبد اللطيف وهبي لم يتدخل في مقاربتي للموضوع، بل احترم الطريقة التي تناولت بها القضايا، ورؤيتي الفنية، رغم أنني انتقدت المنظومة القانونية والتشريعية، وكان نقدي لـ(السيستيم)، ومع ذلك، كان مرحبا به".

واسترسلت قائلة: "عشنا تجربة غنية خلال التحضير للعمل، تميزت بالالتزام والمسؤولية والوعي بأهمية طرح هذه القضايا وتقديمها بواقعية، بعيدا عن التجميل أو المواربة".

وأشارت إلى أن "السياسي، قبل أن يكون صانع قرار، هو أب".

ولفتت إلى أن "القضايا التي دافع عنها وزير العدل (جابت عليه) سيلا من الانتقادات، و(الصداع) و(نيران المواجهة)، وخاض معاركه منفردا، متحملا مسؤولية مواقفه".

وأبرزت أنه "ليس من السهل أن تجد أشخاصا بهذه الجرأة والشجاعة، و(ماكاينش) ازدواجية في المواقف، ولا تناقض بين الخطاب المعلن وما يدور في الكواليس، شخصيته، بعيوبها ومميزاتها، واضحة ولا تنطوي على حسابات خفية أو رغبة في (إيبان) أو (إيقاد) صورته، إنه أب وإنسان ومسؤول ومشرع قانوني، التزم بهذه القضايا منها تزويج القاصرات منذ بداية مسيرته".

وأوضحت أنه "كم من مسؤول تعاقب على وزارة العدل؟ ولكي يتحقق هذا التغيير، لا بد من مواجهة التحديات وتحمل (العصا اللي تتجيه)، فموضوع مدونة الأسرة معقد، و(كيما درتي معاه) يساء فهمك بل يساء الظن بك".

وأوردت أنه "حين حضر السياسيون من أطياف مختلفة افتتاح فيلم (الوصايا)، لم يكن ذلك مجاملة، لأن عملا فنيا أعجبهم، ولا يمكن أن يحظى بالدعم إذا لم يكن يحمل قيمة حقيقية".