ظهر تسجيل نادر للصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل في مقر القنصلية السعودية في اسطنبول يوم الثاني من أكتوبر الجاري، يتحدث فيه عن طبيعة نظام الحكم في بلاده، وتفاصيل رغبة ولي العهد الحالي محمد بن سلمان في القيام بإصلاحات سياسية جذرية، لكن المثير في التسجيل، هو أنه يتحدث عن الملكية في المغرب ويعطي نموذجا بالأمير مولاي هشام. فكيف ذلك؟
وظهر تسجيل صوتي نادر من نوعه لجمال خاشقجي، نشره الصحافي المخضرم أسامة فوزي المقيم في الولايات المتحدة الامريكية، حيث يتحدث فيه الصحافي السعودي أمام أفراد من الجالية المصرية في اسطنبول التركية، عن طبيعة نظام الحكم الحالي الذي يقوده ولي العهد محمد بن سلمان.
خاشقجي تحدثت بتفصيل عن رغبة بن سلمان في تحويل نظام الحكم في السعودية إلى نظام ملكي شبيه بنظام الأسرة المالكة في المغرب أو في الأردن.
وأعطى خاشقجي مثالا لنظام الأسرة الملكية المغربية، وقال "مولاي هشام، هو ابن عم الملك محمد السادس، ووالده تزوج من عائلة الصلح اللبنانية، وهو قريب للأمير الوليد بن طلال، وأنا أعرف مولاي هشام، فهو مواطن مغربي، ولا يحق له الملك، ولا يتمتع بصفة أمير، له أملاك ولكن ليست له مخصصات، ولا يطلق عليه لقب الأمير، فقط عبارة المولى هشام".
حديث خاشقجي المسهب في تحليل التغيير الذي يود بن سلمان تطبيقه على نظام الحكم، نشرته صحيفة عربية أمريكية، وقالت إنه كان قبل أيام من واقعة قتله في قنصلية بلاده في اسطنبول، إذ أشار إلى أن ولي العهد يريد أن يجعل من الأنظمة المالكة المغربية والأردنية نموذجين مقربين لحكمه، ففي المغرب هناك أمراء لا يحكمون، وففي الأردن هناك ملك وهناك شريف، وبالتالي لا يحق للأمراء وأفراد الأسرة المالكة أن يطمحوا إلى الملك أو الحكم.
حديث خاشقجي ركز أيضا على رغبة ولي العهد السعودي في جعل نظام الحكم أفقيا وليس عموديا، وأن هناك مصلحة في وزارة المالية السعودية مخصصة لدفع أجور خاصة للأمراء، والذين يبلغ عددهم بضعة آلاف، حسب خاشقجي، وهو ما ليس موجودا في باقي الانظمة الملكية في العالم العربي.
وحسب حديث خاشقجي فإن رغبة ولي العهد الحالي تتجلى في حصر دور الأمراء، وإنهاء الامتيازات التي يتوفرون عليها، خاصة من يتوفر منهم على شركات ومقاولات، وأن بن سلمان يريد تطبيق نظام ضريبي يسري على الجميع، حتى ينتقل الفرد السعودي من رعية إلى مواطن يشارك في ميزانية دولته، وأن السعودية لا تطبق إلى اليوم الضريبة على الدخل، بل هناك رسوم فقط.