بالرغم من أن قرارا رسميا لم يتخذ بعد بشأن اعتبار اليوم الأول من السنة الأمازيغية، عيدا رسميا وعطلة مؤدى عنها، تستعد جمعيات أمازيغية للاحتفاء بالحدث، من خلال الاحتفال أمام مقر البرلمان بالرباط، لكن أيضا بالدعوة إلى مقاطعة العمل والدراسة.
وقررت جمعية "شباب تمسنا" تنظيم حفل فني يوم الأحد 12 يناير 2020 ابتداءا من الساعة الرابعة زوالا بمناسبة رأس السنة الأمازيغية أمام الساحة المقابلة للبرلمان، ويتضمن البرنامج العديد من المواد الفنية وكذا تقديم بعض الأطباق التقليدية.
ولم تنتظر "هيئة شباب تامسنا الأمازيغي" الإعلان الرسمي، لتدعو المغاربة إلى مقاطعة العمل والدراسة يوم رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2970، والذي يصادف يوم الاثنين 13 يناير المقبل.
وقال عادل أداسكو منسق هيئة "شباب تماسنا الأمازيغي" في تصريح لـ"تيلكيل عربي" إنه وفي انتظار الاعتراف الرسمي برأس السنة الأمازيغية واعتباره يوم عطلة مثله مثل رأس السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية في المغرب من أعلى سلطة بالبلاد، كما هو الشأن لدى إخواننا بالجزائر وليبيا، فإن الاهتمام بـ"إيض يناير" يتوايد لدى المغاربة سنة بعد سنة، وهو ما يعني أن المواطن أصبح يشعر بالتجذر وإن كان له أيضا طموح للانفتاح على العالم، وهذه المعادلة الصعبة هي ما يحققها المغاربة بشكل منسجم وموفق.
ويضيف المصدر أن 13 يناير ينبغي أن يكون يوما وطنيا يربط الإنسان الأمازيغي بخيرات أرضه وعمقه الثقافي الحضاري وتصالحه مع ماضيه، وأن ذلك لن يكون إلا بإعداد برامج ثقافية علمية من طرف الأنثروبولوجيين وعلماء الاجتماع تتحدث بشكل علمي عن هذه المناسبة وتحلل أبعاد الطقوس المرتبطة بها وإمكانية استثمارها في التنمية المستدامة لمناطق وجهات المنطقة من خلال الحفاظ على المؤهلات والطقوس الثقافية لـ "تامازغا" العميقة.
ويرى أداسكو أن التقويم الأمازيغي يعتبر من بين أقدم التقويمات التي استعملتها الإنسانية على مر العصور، حيث استعمله الأمازيغ منذ 2970 سنة، وبخلاف التقويمين الميلادي والهجري فإن التقويم الأمازيغي غير مرتبط بأي حدث ديني وعقائدي، بل ارتبط بحسب الكثير من المؤرخين بواقعة هزم الأمازيغ للمصريين القدامى واعتلاء الملك الأمازيغي "شيشانغ" للعرش الفرعوني بعد الانتصار على الملك "رمسيس" الثالث من أسرة الفراعنة، وبعد ذلك بدأ الأمازيغ بشمال أفريقيا يخلدون كل سنة ذكرى هذا الانتصار التاريخي، ومنذ تلك المعركة أصبح ذلك اليوم رأس السنة الأمازيغية.