قائد حراك الريف يروي تفاصيل أول يوم يتعرض فيه للاعتقال

ناصر الزفزاني في وقفة سابقة بالحسيمة
تيل كيل عربي

روى الزفزافي، قائد حراك الريف، أمام جنايات البيضاء، في الجلسة الثانية من استجوابه، اليوم الثلاثاء، تفاصيل اليوم الذي اعتقل فيه بمنطقة تروكت بنواحي الجسيمة.

وقبل أن يبدأ في سرد وقائع ليلة القبض عليه، التمس ناصر الزفزافي من والدته أن تغادر قاعة الجلسات، لكونها مريضة ولا يرغب أن تسمع منه ما يزيد من معاناتها، فخرجت والدته وهي تبكي.

وقال الزفزافي إنه بعد وقائع خطبة الجمعة، غادر إلى منطقة تروكت مع صديقيه محمد الحاكي وفهيم غطاس، ومكث في منزل صغير تابع لجهة الناظور، وأنهم كانوا في عياء شديد، فخلدوا للنوم، وقبل بزوغ الشمس، شعر بقدوم رجال الشرطة، فأبلغ صديقه الحاكي غطاس.

جلسوا جميعا ينتظرون دخولهم الغرفة. الزفزافي الذي كان يصمت كثيرا، ويتنهد أحيانا وهو يتذكر ليلة اعتقاله، ويقسم على صدق ما يقوله للمحكمة، كادت أن تغالبه دموعه، لكنه قال للمحكمة "لن أبكي وأدعو الله أن يجمد الدموع في عيون من اعتقلوني، لأن هادي كانت أمنيتهم.. يشوفوني كنبكي".

 الزفزافي قال إن رجال الأمن كسروا الأبواب، وكانوا يتسابقون لاعتقاله، وهو يرددون عبارات نابية من قبيل "فينكم أولاد السبليون الأوباش"، مضيفا أن أحد ضباط الشرطة ضربه على رأسه ونزفت الدماء منه، وآخر ضربه لعينه اليمنى بالأصفاد قبل أن يضعها في يده قائلا له "أولد العاهرة.. طحتي أطرزان". وصمت الزفزافي طويلا قبل أن يقول للمحكمة إن أحد ضباط الشرطة قال له ثلاث مرات وهو يصفعه ويضربه "قول لدين موك عاش الملك"، وأنه قالها في المرة الرابعة بصوت منخفض، لكنه صفعه مرة أخرى وقال له "قولها لدين موك من قلبك أولد الكلبة".

وبعد نقله في سيارات الشرطة وسط الشتائم والضرب وكذا الزغاريد، يقول الزفزافي إن العنف نفسه تعرض له زميلاه غطاس والحاكي، حتى إن الحاكي أغمي عليه وصبوا عليه العصير والماء ليستفيق.

وطوال الطريق إلى الكوميسارية وبعدها المطار، تحدث الزفزافي عما تعرض له من عنف وهو حافي القدمين والدماء تنزف منه.

 الزفزافي قال إن أحد ضباط الشرطة (الذي كان يقول إنه من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية) وضع أصبعه في دبره وآخر حاول إنزال سرواله وهدده باغتصاب والدته أمام عينيه.

الزفزافي أقسم أمام المحكمة التي تركته يسرد وقائع يوم اعتقاله دون أن تقاطعه، أن ضباط الفرقة كانوا يوثقون لحطات ايقافه ونقله عبر السيارات وحتى في الهيليكوبتير بالهواتف المحمولة قائلا "شبعو معايا تصاور وسيلفيات".

وأكد الزفزافي أن أحد ضباط الفرقة كان يرتدي جاكيط سوداء وقبل نقله إلي المطار في اتجاه مقر الفرقة الوطنية بالبيضاء، قال له "واش انت قد الهمة تتاجبدو على فمك"، وأن الضابط الذي كان مكلفا بسياقة سيارة الشرطة في اتجاه الكوميسارية وبعد أن شعر أنه سيغمى عليه من كثرة الدماء التي نزفت منه، أوقف السيارة وأنزل باقي الضباط وقال لهم "والله ونشوف شي ولد العاهرة توشاه تا ندبر معاه واش باغينو يموت في ايدينا". عند نقله عبر الهيليكوبيتر ، صرح الزفزافي أنهم أخبروه أنه سينقل إلى تازمامارت، فتمنى ان يفكوا اصفاده ليشنق نفسه، وأنه اطمان حين نقل إلى الفرقة، قائلا "ادخلوني إلى مكتب فيه 50 ضابطا من بينهم رئيس الفرقة الوطنية"، وأنه انتابه الخوف وتساءل "واش هادو كلهم غادين يحققو معايا أنا ماعندي سلاح عندي فم كنهضر بيه وصافي".

وبدوره ترك ممثل النيابة العامة ناصر الزفزافي يتحدث دون ان يتدخل ليرد على أقواله، وما قال إنه تعرض له من تعذيب وعنف من طرف عناصر الفرقة الوطنية خلال اعتقاله بالحسيمة