قبل أن يزور المغرب في نهاية مارس، حظي البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، باستقبال، محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي ونائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ومحمد بن راشد، حاكم دبي ورئيس وزراء الإمارات، صباح اليوم الاثنين، حيث جرت له مراسم استقبال رسمية في قصر الرئاسة بأبوظبي.
وكان محمد بن زايد قد كتب تغريدة، على "تويتر"، جاء فيها أن "دولة الإمارات قيادة وشعبا.. تعتز بهذه الزيارة التاريخية لرمزين من رموز الأديان والتي تجسد الإيمان المشترك بقيم المحبة والتسامح بصفتها طريق البشرية نحو السلام والأمن والاستقرار والتقارب بين الثقافات والشعوب".
وكانت الإمارات قد استقبلت، أمس الأحد، البابا فرنسيس بابا الكنسية الكاثوليكية وأحمد الطيب، شيخ الأزهر بمصر.
ويشارك البابا، اليوم الاثنين في أبوظبي، في مؤتمر ديني يجمعه بمسؤولين روحيين من ديانات مختلفة، ويترأس غدا قداسا ضخما في الهواء الطلق في العاصمة الإماراتية، في حدث هو الأول من نوعه في شبه الجزيرة العربية، مهد الإسلام.
ودعا الحبر الأعظم قبل إقلاع طائرته من روما متجهة إلى أبوظبي، إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن. وتتعرض الإمارات والتحالف لانتقادات من منظمات حقوقية بسبب الحرب الدائرة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
وقال البابا "إنني أتابع بقلق كبير الأزمة الإنسانية في اليمن. لقد تعر ض السكان للإنهاك بسبب النزاع الطويل وكثير من الأطفال يعانون الجوع، لكن لا يمكن الوصول إلى مستودعات الطعام".
ولفت إلى "أن صرخة هؤلاء الأطفال وذويهم ترتفع إلى الله".
وبالإضافة الى اليمن، من المتوقع أن يناقش الطرفان "الإرهاب" والعنف، في بلد يتمتع باستقرار أمني كبير ويعتبر رأس حربة في مواجهة التطر ف الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين.
والإمارات عضو في التحالف الدولي لمواجهة الجهاديين في سوريا منذ شتنبر 2014، وقد صنفت بعد شهرين من انضمامها لهذا الحلف 83 جماعة على أنها "منظمات إرهابية".
وتقدم الإمارات نفسها على أنها مكان للتسامح بين الأديان المختلفة، وتسمح بممارسة الشعائر الدينية المسيحية في العديد من الكنائس، كما هو الحال في الدول الخليجية الأخرى إجمالا، باستثناء السعودية التي تحظر ممارسة أي ديانة غير الإسلام.
وتتبع الامارات التي يشكل الأجانب نحو 85 بالمائة من مجموع سكانها، إسلاما محافظا، لكنها تفرض رقابة على الخطب في المساجد وعلى النشاطات الدينية فيها لمنع تحولها إلى منابر للتطرف.
وتأخذ منظمتا العفو الدولية و"هيومن رايتش ووتش" على الإمارات منعها الأحزاب السياسية، وتحكمها بالإعلام المحلي، وملاحقة النشطاء، وطالبتا البابا بطرح مسألة حقوق الإنسان خلال زيارته.
وأشاد البابا في رسالة مصورة عن الإمارات قبل وصوله بـ"الأرض التي تسعى لأن تكون نموذجا للتعايش والأخوة الإنسانية".
ويتوقع أن يكرر البابا دعواته إلى الانفتاح والحرية الدينية والأخوة والسلام، علما أن الحوار الديني، خصوصا مع المسلمين، حظي باهتمام كبير من جانبه منذ أن وصل إلى سدة البابوية قبل ست سنوات.
ويعيش نحو مليون كاثوليكي، جميعهم من الأجانب، في الإمارات حيث توجد ثماني كنائس كاثوليكية، وهو العدد الأكبر مقارنة مع الدول الأخرى المجاورة (أربع في كل من الكويت وسلطنة عمان واليمن، وواحدة في البحرين، وواحدة في قطر).
وتتوقع السلطات الإماراتية مشاركة نحو 135 ألف شخص في قداس الثلاثاء في ملعب لكرة القدم.
وسيحضر آخرون القداس من خارج الملعب. وسيصل البابا إلى موقع الحدث بسيارته ويقوم بتحية هؤلاء.
وتسمح الإمارات بممارسة الشعائر الدينية داخل الكنائس، وهي المرة الأولى التي يقام فيها قداس بهذا الحجم في الهواء الطلق في دولة خليجية.