تشهد مدينة خان يونس قتالا عنيفا، اليوم الأربعاء، وسط دعوات من الأمم المتحدة إلى مواصلة المساعدات لغزة عبر وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيما الجهود للتوصل إلى هدنة جديدة مستمرة.
وتكثف الدول الوسيطة جهودها الرامية إلى التوصل لهدنة جديدة، بعد قرابة أربعة أشهر من بدء القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة.
وخلال الليل، طال قصف عنيف مدينة خان يونس المدمرة في جنوب قطاع غزة؛ حيث تخوض القوات الإسرائيلية معارك على الأرض مع مقاتلي حركة المقاومة الفلسطينية "حماس".
وأفاد شهود عيان بتجدد القصف المدفعي، صباح اليوم الأربعاء، في محيط مستشفى ناصر الطبي في خان يونس.
ولجأ آلاف المدنيين إلى تلك المنشأة الطبية، وكذلك إلى مستشفى الأمل التابع للهلال الأحمر الفلسطيني؛ حيث أبلغ الطاقم الطبي عن قتال في محيطه.
وأفادت وزارة الصحة التابعة لحماس عن مقتل 150 شخصا، خلال 24 ساعة، في كل أنحاء القطاع.
وأعلن المكتب الاعلام التابع لـ"حماس" أن طائرات إسرائيلية "شنت عشرات الغارات استهدفت وسط وغرب خان يونس، بالتزامن مع إطلاق نار وقنابل إنارة عند بوابة صلاح الدين، قرب حدود مصر في رفح، وعلى منازل في دير البلح ومخيمي النصيرات والمغازي، أوقعت عشرات الشهداء، وعشرات المصابين".
من جهته، أقر الجيش الإسرائيلي، يوم أمس الثلاثاء، بأنه يقوم بضخ كميات ضخمة من المياه في أنفاق بغزة، بهدف تدمير شبكة الأنفاق المترامية التي أنشأتها حركة المقاومة الفلسطينية، منذ توليها السلطة في القطاع، عام 2007، وهي عبارة عن متاهة تشكل فخا للجنود الإسرائيليين احتجز فيها العديد من الرهائن.
وتشكل هذه الشبكة الواسعة من الممرات الإسمنتية المجهزة بمطابخ وبوصول إلى المياه، هاجسا حقيقا بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي الذي يبرر قصفه مستشفيات وغيرها من المباني المدنية بأنها تخفي أنفاقا.
وفي قطاع غزة المحاصر والمدمر، والذي يعاني أزمة إنسانية خطيرة، دفع القتال 1,7 مليون فلسطيني إلى الفرار من منازلهم من أصل 2,4 مليون نسمة، بحسب الأمم المتحدة.
وما يزيد من محنة السكان، التهديد الذي تتعرض له المساعدات التي تديرها وكالة "أونروا"، بعدما اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها، البالغ عددهم 30 ألفا، بالتورط في هجوم "حماس"، في 7 أكتوبر؛ ما جعل 13 دولة تعلق تمويلها لها.
وحذر رؤساء وكالات إنسانية تابعة للأمم المتحدة في بيان مشترك، اليوم الأربعاء، بأن قطع التمويل عن "أونروا" سيكون له "عواقب كارثية" على غزة، فيما دعت النرويج التي قررت عدم تعليق مساعداتها للوكالة، الدول المانحة، "إلى التفكير في التبعات الأوسع نطاقا لتعليق تمويلها".
على الصعيد الدبلوماسي، تعمل الولايات المتحدة ومصر وقطر على محاولة إقناع إسرائيل و"حماس" بالاتفاق على هدنة جديدة، بعد هدنة أولى استمرت أسبوعا، في نونبر، وسمحت بإطلاق سراح رهائن في غزة مقابل سجناء فلسطينيين في إسرائيل.
ومن المتوقع أن يصل رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، إسماعيل هنية، المقيم في قطر، إلى القاهرة، يوم الأربعاء أو الخميس، وفق ما أفاد مسؤول في الحركة لوكالة "فرانس برس" في غزة.
وأشار المسؤول إلى أن وفد "حماس" يفترض أن يلتقي "مسؤولين في الاستخبارات المصرية"، لمناقشة اقتراح تم تداوله في اجتماع عقد في باريس بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية، وليام بيرنز، وكبار المسؤولين المصريين والإسرائيليين والقطريين.
وأضاف أن "الحركة منفتحة على النقاش، وستؤكد على النقطة الارتكازية بوقف شامل للعدوان وحرب الإبادة، ووقف كلي لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، وعودة النازحين إلى شمال القطاع"، موضحا: "رفضنا وسنرفض جميع مقترحات الاحتلال التي تتضمن وقف إطلاق النار الموقت والمجتزأ".
وترفض إسرائيل وقف إطلاق النار حتى يتم القضاء على "حماس"، التي تصنفها "منظمة إرهابية"؛ مثل الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي.
وفي المنطقة، عادت المخاوف من توسع رقعة النزاع إلى الواجهة، بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين، يوم الأحد الماضي، في الأردن، في هجوم بطائرة بدون طيار نسبته واشنطن لجماعات موالية لإيران.
وأعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يوم أمس الثلاثاء، أنه اتخذ قرارا بشأن طريقة الرد على الهجوم، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا يريد "حربا أوسع نطاقا" في الشرق الأوسط.
وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا حملة من القصف الجوي ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، والذين ينفذون هجمات متكررة على سفن في البحر الأحمر.
وأعلن الحوثيون، اليوم الأربعاء، في بيان، إطلاق عدة صواريخ على مدمرة أمريكية في البحر الأحمر، بعدما أفادت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، فجرا، عن إسقاط "صاروخ كروز مضاد للدبابات" أطلقه الحوثيون باتجاه البحر الأحمر، مؤكدة أنه "لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات".