قرار لترامب ينعش آمال المغرب في توسيع حصته في سوق زيت الزيتون الأمريكية

المصطفى أزوكاح

ينتظر أن يكون قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية عقابية على زيت الزيتون الإسباني، مفيدا للمصدرين المغاربة، الذي يرتقب أن يرتفع الطلب على ما يوفرونه من زيت في تلك السوق.

ودخل قرار الرئيس الأمريكي بفرض رسم جمركي بنسبة 25 في المائة على زيت الزيتون والخمور الإسبانية حيز التطبيق في أكتوبر الماضي، رغم احتجاجات المنتجين الإسبان، الذين كان يتطلعون إلى بذل سلطات بلدهم والاتحاد الأوروبي مساع من أجل التراجع عن ذلك القرار.

ويأتي هذا القرار ضمن حزمة قرارات اتخذتها الإدارة الأمريكية، والتي تقضي بإخضاع طائرات إيرباص المستوردة من أوروبا لرسم في حدود 10 و المنتجات الغذائية والنسيج لرسم في حدود 25 في المائة.

وينتظر أن ينعكس القرار الأمريكي بفرض رسم جديد على زيت الزيتون الإسباني سلبا على المصدرين في البلد الأوروبي، ما دفع المنتجين إلى التعبير عن احتجاجهم على القرار في أكتوبر الماضي.

ويترقب المصدرون المغاربة أن يتيح لهم ذلك القرار فرصا في السوق الأمريكية، علما أن إسبانيا تعتبر، إلى  جانب إيطاليا وتونس، منافسة  للمغرب في السوق العالمي لزيت الزيتون.

وتراجع محصول الزيتون في العام الحالي بنسبة 26 في المائة، متأثرا بضعف التساقطات المطرية وظاهرة التناوب التي يعرفها إنتاج الزيتون.

وتوقع رشيد بنعلي، رئيس الفيدرالية البينمهنية لمنتجي الزيتون، أن يصل محصول الزيتون إلى 1,4 مليون في العام في العام الحالي، بعدما كان في حدود 1,91 في العام الماضي و1,52 مليون في العام الذي قبله. وذهب في تصريح لـ"تيكيل عربي"، إلى أن إنتاج زيت الزيتون سيصل إلى 120 ألف طن، مقابل 200 ألف طن في العام الماضي.

وكان تقرير للمجلس الأعلى للحسابات حول سلسلة الزيتون في العام الحالي قد شدد على أن العقد البرنامج الذي يؤطر القطاع بعد المخطط الأخضر، نص على رفع إنتاج زيت الزيتون من 80 ألف اإلى 330 ألف طن في أفق 2020؛ أي بزيادة بنسبة 312 في المائة، غير أن النتائج لا تمثل سوى 42 في المائة من الهدف المسطر.

وأكد رشيد بنعلي على أن المصدرين يراقبون أداء الأسعار في السوق الدولية من أجل الشروع في التصدير، خاصة إلى سوق الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن الأسعار مازالت منخفضة في هذه الفترة.

يشار إلى أنه رغم التحسن الحاصل على مستوى إنتاج الزيتون في الأعوام الأخيرة، مازال المغرب لم يوسع حضوره في السوق  الدولية، وهو ما يرجع  إلى اعتبارات لها علاقة بالجودة، رغم الجهود المبذولة في مجال التحويل.

 وكانت وكالة التنمية الفلاحية التابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري أطلقت دراسة حول  السوق الأمريكية لزيت الزيتون بهدف رفع صادرات المغرب، حيث فتحت الأظرفة الخاصة بطلب العروض المتعلقة بها في أبريل الماضي.

وكان يفترض أن ينتهى من إنجاز الدراسة في ظرف خمسة أشهر، غير أنه ما زال لم يتم الكشف عن نتائجها للمهنيين إلى حدود الآن.

وأريد عبر الدراسة مواكبة فيدرالية المهنيين في قطاع الزيتون، من أجل الولوج إلى السوق الأمريكية، بعد تحليلها وتحديد الشركاء المحتملين والمبادرات من أجل تحسين الولوج للسوق.

ويفترض في الدراسة تحديد خصوصيات السوق الأمركية وتنظيم سوق زيت الزيتون، بما في ذلك قنوات التوزيع وسلسلة اللوجستيك في تلك السوق، واقتراح مخططات لملاءمة العرض المغربي مع شروط السوق الأمريكية، والمبادرات العملية من أجل تطوير الصادرات المغربية من زيت الزيتون.