بلغت كلفة التدهور البيئي بالمغرب، المرتبط بتدبير النفايات حوالي 3,7 مليار درهم، أي ما يعادل 0,4 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، حسب آخر رقم سجل خلال العام 2014. هذه الكلفة، دفعت كتابة الدولة المكلفة بالتنمية لوضع استراتيجية لتقليص كلفة التدهور البيئي، وذلك تماشيا مع مقتضيات القانون الإطار بمثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة وفي إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة فيما يهم "الانتقال نحو الاقتصاد الأخضر".

وحسب المعطيات التي توصل بها  "تيل كيل عربي" من كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، فإن هذه الأخيرة ستقدم أول استراتيجية وطنية لتقليص وتثمين النفايات، وذلك يوم الاثنين 11 مارس 2019 بأحد فنادق بالرباط.

هذه الاستراتيجية، تقول كتابة الدولة، تم إنجاها بدعم من التعاون التقني الألماني، وتحدد الأهداف والمحاور الرئيسة لتقليص وتثمين النفايات. كما تمثل مرجعا وطنيا وآلية لاتخاذ القرار من أجل  تدبير مستدام للنفايات والترويج للاقتصاد الدائري على الصعيد الوطني والترابي.

وتوضح كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، أن الاستراتيجية مكنت من تحديد كميات النفايات المنزلية والصناعية بكل جهة مع استشراف المخزون في أفق 2030 كذا تقييم الإمكانيات المتاحة لإحداث وتطوير منظومات فرز وتدوير وتثمين النفايات.

وتهم هذه المنظومات النفايات البلاستيكية الموجودة بالنفايات المنزلية، والبطاريات المستخدمة، ونفايات الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، والزيوت المستعملة، والعجلات المطاطية المستعملة، والزيوت الغذائية المستعملة، والورق والكارطون المستعمل، ونفايات البناء والهدم. وستمكن هيكلة وتطوير هذه المنظومات من خلق الاستثمار وإحداث فرص الشغل، كذا إدماج القطاع غير المهيكل الذي ينشط في هذا المجال والنهوض به، من خلال إدماج العاملين في قطاع تثمين النفايات، وبالتالي تحسين الشروط الصحية والبيئية المتعلقة بأنشطتهم.

وجدير بالذكر أن أشغال هذه الورشة ستعرف تقديم تجارب بعض الدول في مجال تثمين النفايات، وخاصة تجربة دولة بلجيكا التي سيقدمها ممثلو وزارة الطاقة والبيئة والتنمية المستدامة لبلجيكا.

وبهدف الشروع في أجرأة هذه الاستراتيجية، سيتم خلال الورشة توقيع اتفاقية شراكة بين كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة والجمعية المغربية لتثمين وتقليص النفايات الصناعية وذلك من أجل هيكلة منظومة سلسلة التدبير الايكولوجي لنفايات الأجهزة الكهربائية والإلكترونية.