48 ساعة فقط كانت كافية، ليشعل الدولي المغربي عبد الرزاق حمد الله، بال المغاربة بـ"مغادرته" معسكر المنتخب الوطني المغربي في المعمورة، قبل أقل من أسبوع على افتتاح النسخة الـ 32 لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2019، بمصر.
السبب وحسب ما أعلن عنه بلاغ "مستعجل" لجامعة الكرة، هو تعرض لاعب النصر السعودي وهدافه التاريخي بـ 34 هدفاً إلى إصابة في الورك وأيضاَ الظهر، وهو المبرر الذي لم يقنع الرأي العام وأيضا الجماهير التي تابعت حمد الله في مباراة غامبيا الودية بملعب مراكش، عشية الأربعاء الماضي.
اللاعب وبعد أقبل من 12 ساعة على عودته رفقة المجموعة من ملعب مراكش الذي استضاف اللقاء الودي، يجمع حقائبه دون توديع أي كان، ليبلغ المسؤولين بمركز المعمورة الوطني بقرار رحيله الذي فاجئ الجميع.
مصادر قريبة من نجم أولمبيك أسفي السابق، روت لـ "تيل كيل عربي"، تفاصيل مغادرة اللاعب للمعسكر "اضطرارا" حسب قولها، بسبب معاملة "جافة" من طرف أبرز اللاعبين الذين يشكلون الترسانة الأساسية لـ "أسود الأطلس"، ظهرت جليا في اللقاء الإعدادي حين ظهر المهاجم "تائهاً" في المستطيل الأخضر.
وأضافت المصادر ذاتها والتي طلبت عدم ذكر إسمها، أن حمد الله فضل عدم الدخول في مناوشات ولا استفزازات منذ وصولته واكتفى بالبقاء في التداريب رفقة الأسماء المحلية ورفيقه في فريق النصر السعودي نور الدين أمرابط، الذي يتواجد بدوره ضمن قائمة رونار، لـ "كان 2019".
وحسب رواية المتحدث ذاته، فإن حمد الله أعطى ملاحظات للاعبين، واستفسر عن طريقة "تجاهله" بعد لقاء غامبيا، وهو ما أخر اللاعبين للخروج إلى المنطقة المختلطة للإعلاميين، واختار خلاله اللاعب عدم الحديث أو الرد على أي أسئلة.
ولأول مرة كشف المصدر ذاته، أن هاتف حمد الله لم يهدأ باتصالات مسؤولين وصفهم بـ "النافذين" في الجامعة، وأيضاَ دوليين سابقين تحفظ على ذكر اسمهم، من أجل الوساطة وتهدئة الأوضاع،حيث قدموا وعودا بأن الأمور ستعود لمجراها.
أما موقف النصر السعودي، فكان مع لاعبه، حيث تواصل معه ومع عائلته إداريو الفريق، فور تسرب مغادرته المعسكر، للاستفسار عن حالته ووضعيته بعد بلاغ" الإصابة" الغير صحيح، يضيف المصدر ذاته.
عبد الرزاق هيفتي، طبيب المنتخب الوطني المغربي، قد خرج بتصريح، أمس الجمعة، للتأكيد على أن اللاعب أخبره بأنه لا يحس بأنه سيعطي الإضافة للمجموعة وضرب موعداً معه لإجراء فحوصات بسبب شعوره سابقاً بالآلام إلا أنه تخلف عن الموعد، وهو ما يضع الجامعة في ورطة، في حال أراد تعويض إسمه بالقائمة النهائية.
"هاشتاغ" لعودة اللاعب وهجوم "افتراضي" على فجر ودرار والكعبي
لم تنتظر الجماهير خروج اللاعب لتوضيح ما وقع في مباراة غامبيا وعدم تنازل فيصل فجر عن تسديد ركلة الجزاء، ليجتاح "التويتر" "هاشتاغ" كلنا حمد الله، تضامناً مع نجم النصر السعودي.
"الهاشتاغ" كان الأكثر تداولاً في المغرب وأيضاَ بالسعودية، قبل أن يتحول التضامن إلى هجوم "افتراضي" على حسابات كل من أيوب الكعبي، وفيصل فجر ونبيل درار.
وتم تداول رسائل تنتقد سلوك فجر الذي رفض منح العائد للأسود تسديد ركلة جزاء بطريقة مستفزة، قبل أن يعود لاعب كان الفرنسي إلى تصوير مقطع فيديو مع درار، تتحدث كلمات الأغنية التي كانت مرافقة له عن "الوداع"، إذ فسرها البعض أنها رسالة موجهة لحمد الله.
أما أيوب الكعبي، الذي غادر بدوره معسكر الأسود لاختيارات فنية، فقد نشر على حسابه بالانستغرام صورة مع بنعطية بابتسامة عريضة، مرفقة بتعليق "السعادة"، ويظهر أمامهما حمد الله مطأطأ الرأس.
الصورة كلفت لاعب نهضة بركان السابق في أقل من ساعة، المئات من التعاليق في أقل من ساعة، كلها تتضامن مع حمد الله، وتشدد على أن التراشق بالصور وأيضاً التعاليق بين لاعبي المنتخب الوطني المغربي أصبح "مفضوحا" ومتعمداً والأمر لا علاقة له بالصدفة.
بالملاكمة..حمد الله يرد على"إصابته" وغيابه عن "كان2019"
من إحدى الصالات الرياضية، ظهر الدولي المغربي، مساء أمس الخميس، وهو يخوض تداريبا شاقة، للملاكمة تحت إشراف مدرب خاص، بعد إعلان الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عن مغادرته للمعسكر الإعدادي بداعي "الإصابة".
حمد الله، الذي قضى 5 أيام بمركز المعمورة، اختار حسابه الرسمي على "الانستغرام" من أجل الرد على خبر إصابته، الذي نشرته الجامعة، منهياً بذلك كل الشكوك حول فرضية مغادرته لهذا الداعي.
ولازالت المفاوضات مفتوحة مع المهاجم لتغيير قراره والعودة للتداريب، بعد تدخل فعاليات رياضية ومسؤولين لتهدئة الأوضاع بمعسكر الأسود، وإنهاء أي سوء تفاهم بين الهداف التاريخي لفريق النصر السعودي وعدد من لاعبي المنتخب.
وكانت الجماهير المغربية قد فرضت ضغطاً كبيراً لإعادة اللاعب حمد الله للأسود، خصوصاً وأن أرقامه المميزة بالسعودية وتتويجه هدافاً بـ34 هدفاً، سبقته قبل انطلاق النسخة الـ 32 لنهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر، وهاته المرة وسط مشاركة لـ 24 منتخباً بدلا من 16.
جدير ذكره، أن غياب حمد الله عن قائمة "الكان"، سيضطر جامعة الكرة إلى مراسلة "الكاف" لإضافة إسم جديد، بشرط الإدلاء بتقارير طبيبة تفيد أن اللاعب قد تعرض للإصابة، حسب القوانين المنظمة.