لم يكن أحد يتوقع أن تكون نهاية رحلة 5 مشجعين رجاويين صوب مراكش، الموت احتراقا داخل سيارتهم، ساعات قبل انطلاق مباراة فريقهم بالكوكب المراكشي، برسم فعاليات الأسبوع 18 من منافسات البطولة الوطنية الاحترافية، لكرة القدم.
7 مشجعين من بينهم قاصر يبلغ 17 سنة يدرس بالسنة الثانية باكالوريا، اختاروا التوجه في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، للمدينة الحمراء، عبر الطريق السيار الرابط، قبل أن تصطدم سيارتهم بإحدى الحواجز الإسمنتية على مقربة من جماعة نزالة العظم، وتلتهم النيران أجزاءها، أمام أنظار الساق والناجي الثاني من الحادثة، والذي نقل في حالة خطيرة إلى مستشفى ابن طفيل لتلقي العلاجات.
السائق أكبر الشبان سناً، لم يستطع الحديث عن أسباب الحادثة لهول الصدمة حسب مصادر طبية، وصرح فقط أنه "هو الذي فشل في إنقاذ أصدقائه وشقيقه الأصغر، من النيران التي أتت على كل شيء، وحولت رحلة الأنصار إلى كابوس".
اقرأ أيضاً: حرب الكراسي توقف مباراة الكوكب المراكشي والرجاء
أم أصغر الضحايا سنا المسمى سعد، نعت ابنها في تدوينة مؤثرة عبر حسابها على موقع "فيسبوك"، إذ علقت: "كنت أظنبأنك ستمشي في جنازتي يا إبني، لكن الأقدار شاءت بأن أودعك وأنت في عمر الزهور..رحلت وسترحل قطعة من القلب معك".
ولم تستلم العائلات جثامين أبنائها من أجل عملية الدفن لصعوبة التعرف على هوياتهم، بعد تفحم جثثهم بالحريق، ليتم اللجوء إلى اختبار الحمض النووي، على أن ينقلوا إلى البيضاء خلال الأربعة والعشرين ساعة المقبلة.
الحادثة المميتة نزلت كالصاعقة على بعثة الرجاء في مراكش، بحيث تمت قراءة الفاتحة على أرواحهم قبل صافرة البداية، في المباراة التي انتهت لصالح النسور الخضر بثلاثية نظيفة، وعرفت اندلاع أحداث شغب قوية بين الأنصار ورجال الأمن.
الترا "وينرز" المساندة للغريم الوداد الرياضي وباقي الفصائل التشجيعية، قدمت التعازي للأسرة الرجاوية بدورها، بعد تأكيد خبر وفاة المشجعين من طرف النادي، ساعات قليلة قبل مباراة الكوكب.