أعلن قيادي في حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" لوكالة "فرانس برس"، يوم أمس السبت، أن المواقف "متباعدة جدا" في مفاوضات الهدنة الجارية عبر وسطاء في الدوحة، متهما إسرائيل بتعمد "تعطيلها ونسفها".
وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "المواقف في المفاوضات بين حماس وفصائل المقاومة والاحتلال متباعدة جدا؛ لأن العدو فهم ما أبدته الحركة من مرونة على أنه ضعف"؛ حيث ذكر، بشكل خاص، رفض إسرائيل وقف إطلاق النار، وعودة النازحين، وإدخال المساعدات بلا قيود.
وأضاف أن "العدو يريد أن يصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت يتمكن بعده من العودة للعدوان ضد شعبنا، ويرفض التوافق على وقف إطلاق نار شامل، ويرفض الانسحاب الكامل لقواته من قطاع غزة. والأهم، أنه ما زال يرفض عودة النازحين لبيوتهم، ويريد أن يبقي ملف الإغاثة والإيواء والمساعدات تحت سيطرته الكاملة، بل ويطالب بعدم عودة الأونروا والأمم المتحدة للعمل، خاصة في شمال قطاع غزة".
وتابع أن "عرض الاحتلال مرفوض قطعا، ولا يمكن لأي فلسطيني أن يقبل به... وكل ما يروجه الاحتلال والإعلام عن عرض أمريكي وغيره هو دعايات لتخفيف الضغط على العدو الصهيوني، لإعطاء مزيد من الوقت لارتكاب مجازر ضد شعبنا، والاستمرار في الإبادة الجماعية والتجويع".
كما سجل القيادي: "كلما تقدمت المفاوضات، حتى لو بشكل طفيف، يعمد الاحتلال إلى تعطيلها ونسفها"، متهما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحكومته بالعمل على "إيصالها إلى طريق مسدود".
ولم ترشح معلومات عن موقف إسرائيل ووفدها في المفاوضات، التي تيسرها قطر والولايات المتحدة ومصر، ويفترض من خلالها التوصل إلى هدنة تتيح مبادلة عدد من الرهائن بمعتقلين في السجون الإسرائيلية، والسماح بتدفق المساعدات إلى القطاع المحاصر المهدد بالمجاعة.
وقال مصدر في "حماس" مطلع على سير المفاوضات إن إسرائيل "تريد انسحابا جزئيا على مراحل، مع بقاء قواتها في شارع صلاح الدين والطريق الساحلي والمناطق الحدودية، لكن حركة المقاومة الفلسطينية تريد انسحابا كاملا، وأبدت مرونة بقبول الانسحاب من المناطق المأهولة والمدن، ورفع الحواجز بين المدن، ثم من كل القطاع، مع انتهاء المرحلة الثانية للاتفاق".
وأضاف المصدر لـ"فرانس برس" أن "إسرائيل تريد عودة النازحين على عدة مراحل؛ تبدأ بالنساء والأطفال ومن هم فوق 50 عاما، مع التدقيق في هوياتهم، أثناء العودة لغزة وشمال القطاع عبر حاجز عسكري إلكتروني. لكن حماس تشترط عودة بدون قيود لكافة النازحين".
وفي ما يتعلق بالمساعدات، قال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "تصر إسرائيل على السيطرة على آليات دخولها وإبعاد الأونروا. أما في ملف التبادل، فهي تريد التحكم بأسماء وفئات الأسرى، وقد أبدت "حماس" مرونة، ولكن تشترط الاتفاق على الإعداد والفئات، وخاصة الأسرى ذوي المحكوميات العالية".