كأس العالم 2030.. رافعة للتنمية أم تكريس لعدم التوازن بين المدن؟

خديجة قدوري

أفاد الخبير السياحي الزوبير بوحوت، أن "استضافة نهائيات كأس العالم ستساهم بشكل كبير في تحسين البنية التحتية للمدن المضيفة"، مشيرا إلى أن "اختيار ست مدن مغربية لتنظيم الفعاليات ليس مفاجئا، حيث تتصدر هذه المدن النشاط السياحي بالمملكة"،  مبرزا أن "مراكش كأول وجهة سياحية، إلى جانب أكادير، الدار البيضاء، طنجة، فاس، والرباط".

وأضاف الخبير السياحي في تصريح لـ"تيلكيل عربي" إلى أن "اختيار هذه المدن لاحتضان فعاليات كأس العالم جاء متأثرا بازدهار القطاع السياحي فيها. فهذه الوجهات، التي شهدت تطورًا ملحوظًا في مجال السياحة، ساهمت في توفير الفرص لتطوير البنية التحتية والملاعب بها. وبذلك، يبدو أن القطاع السياحي يلعب دورًا محوريًا في دعم هذا التطور وتحقيقه".

وأضاف أنه، بالمقابل، المدن الأخرى التي تأمل في تطوير قطاعها السياحي قد تواجه تحديات، إذ ستتركز الميزانيات والالتزامات الحكومية بشكل أساسي على المدن المضيفة.

وأشار إلى تقرير سابق للفيفا الذي شمل تقييمًا شاملًا للمدن المستضيفة لفعاليات كأس العالم، حيث تم تصنيفها وفقًا لمجموعة من المعايير والخدمات المقدمة.

وفي السياق ذاته، لفت بوحوت، إلى أن تقارير التقييم، مثل ما يتعلق بالنقل، أظهرت ترتيبًا متفاوتًا بين المدن المغربية، مما يعكس الحاجة الملحة للعمل على تحسين وضعية المدن التي جاءت في المراتب الأخيرة.

وأكد أن ذلك سيتطلب تنمية البنى التحتية، بما يشمل تطوير المطارات والطرق وأماكن الترفيه وتعزيز شبكات التواصل اللاسلكي. ومع ذلك، لفت إلى أن المدن غير المستضيفة قد لا تحظى بحصة كافية من هذه التحسينات، مما قد يحد من استفادتها من هذه الدينامية التنموية.

وشدد على أن هذا القطاع يمثل المحرك الأساسي للتنمية. فإذا كانت المدن الست المختارة، بصفتها عواصم جهوية، ستشهد تطورًا ملحوظًا، فإن المناطق الأخرى الطامحة إلى تطوير نفسها ينبغي أن تبادر بالاعتماد على إمكاناتها الذاتية والعمل على استغلال مواردها وفرصها بشكل فعال.

واختتم حديثه بالإشارة إلى أن تركيز المستثمرين ينصب حاليًا على المدن الست الكبرى مثل مراكش والدار البيضاء والرباط وغيرها، بناءً على توصيات مكاتب الدراسات والخبراء الذين يوجهون المستثمرين نحو المناطق ذات الطاقة الاستيعابية العالية والميزانيات والبرامج المخصصة من قبل الدولة والمجالس الجهوية لتطويرها.

وأضاف الخبير السياحي أن هذه المدن ستشهد تحسنًا كبيرًا في بنيتها التحتية، مما سيعود بالنفع عليها بشكل مباشر، وإن كان ذلك على حساب مناطق أخرى بدرجات متفاوتة. وضرب مثالًا بمراكش التي من المتوقع أن تصل إلى 10 ملايين ليلة سياحية في 2024، مقارنةً بفاس والرباط اللتين قد لا تتجاوزان مليون ليلة سياحية.