قبل شهرين تقريباً، أحس أحد الأطباء العاملين بمستعجلات مستشفى "الرازي" بمراكش، بآلام حادة على مستوى الرئة، رافقه سعال مسترسل، وهو الذي فقد وزنه كثيراً قبل أسبوع من الأزمة الصحية. حالات الطبيب لم تكون الأخيرة، بعد بأسبوع فقط، ظهرت نفس الأعراض على طبيب آخر ثم على ممرض، لتستمر الحالات في الظهور، وتسجل إلى غاية اليوم 7 حالات، 4 أطباء و3 طبيبات وممرض، كلهم أصيبوا بمرض السل، والسبب حسب مصادر طبيبة مسؤولة من المستشفى تحدثت لـ"تيل كيل عربي" اليوم الخميس، ظروف الاشتغال التي "تسهل انتقال البكتيرية وإصابة الأطباء بالمرض المعدي القاتل".
وتقول مصادر الموقع، إن الأطباء لم يكونوا يعتقدون أن أصل اصابة الحالة الأولى والثانية هو فضاء قسم المستعجلات نفس، خاصة وأن الأولى سجلت عند طبيب التحق بمستشفى "الرازي" قادماً إليه من المستشفى العسكري بمراكش، وظنوا أنه جاء يحمل المرض بين رئتيه.
لكن تتابع ظهور الحالات، دفع بمن يعرفون جيداً ما هم مصابون به، لأن مهنتهم التدخل لتشخيصه وعلاجه، للبحث عن أصل الداء، ليجدوا أن السبب هو غياب التهوية في القسم المخصص لاستقبال حالات مرضى السل المستعجلة، وتوضح مصادر طبية مسؤولة من مستشفى "الرازي" لـ"تيل كيل عربي" بهذا الخصوص: "نستقبل يوميا في المتوسط ما بين 6 إلى عشر حالات مصابة بداء السل، ونتدخل كأطباء لتشخصيها، ثم نقوم بعد ذلك بتعقيم المكان، لكن هذا الاجراء لا يمكن يقتل بكتيريا المرض".
وتضيف المصادر ذاتها، أن "قسم المستعجلات الخاص بمستشفى "الرازي" لا تتوفر على تهوية، بل تفتقر لنوافذ، عكس ما تشدد عليه المعايير الصحية الدولية على تواجدها خاصة في مثل هذه الأقسام الطبية".
وعن رد فعل الأطباء، كشفت مصادر "تيل كيل عربي"، أن العاملين في قسم السل بمستعجلات مستشفى "الرازي"، أخبروا الإدارة قبل أسبوع قرار اغلاقه، ورفضهم الاشتغال فيه إلى حين حل ما وصفته بـ"الكارثة والخطر على حياة الأطر الصحية"، وأضافت كذلك، أنهم قرروا ترك طبيب واحد يداوم للتدخل في الحالات المستعجلة، والتي أصبحت الإدارة تحول معظمها إلى مستشفى "ابن طفيل".
"تيل كيل عربي" حاول الاتصال أكثر من مرة بوزير الصحة أنس الدكالي، لمعرفة رأيه في الموضوع، فضلاً عن بعث رسالة نصية قصيرة إلى هاتفه النقال، لكنه لم يرد على المكالمات التي توصل بها.