كتائب برية.. لعروسي: ليس في الأمر أي تطاول على إسبانيا أو دخول في صراع معها

خديجة قدوري

أفادت صحيفة "La Razon" الإسبانية، مساء أول أمس الأحد، بأن المغرب يواصل تعزيز قدراته العسكرية؛ حيث يستعد لنشر كتائب برية متخصصة في أنظمة الحرب الإلكترونية في مناطق قريبة من سبتة ومليلية المحتلتين.

وذكرت المصادر أنه "تم التخطيط لنشر هذه الوحدات في شمال المغرب، في مناطق استراتيجية بالقرب من مليلية وسبتة المحتلتين والحسيمة، في خطوة تعزز الموقف الدفاعي للبلاد"، مشيرة إلى أن وحدات مماثلة قد نُشرت بالفعل في الصحراء".

وفي هذا السياق، أفاد محمد عصام لعروسي،  خبير أمني، والمدير العام لمركز منظورات للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، اليوم الثلاثاء،  أن الحديث عن الحرب الإلكترونية وتقنيات ما يسمى بالجيل الخامس من الحروب، والتي تدخل في إطار عمليات الإحاطة والتحوط من كل المخاطر المحدقة بالأمن المغربي، هي بطبيعة الحال مشاريع تعزز القدرات العسكرية المغربية في اتجاه ضبط ومراقبة كل ما يمكن أن يهدد التراب الوطني من خلال ما يسمى بالحرب الإلكترونية.

وأوضح لعروسي، في سياق حديثه، أنه يصعب فهم الإمكانيات الدقيقة للمغرب في هذا المجال، خاصة أنه نتحدث الآن عن الذكاء الاصطناعي في مجال الصناعة العسكرية، كما نتحدث، أيضا، عن مجال المراقبة بالأقمار الاصطناعية وكذلك التشويش على الآليات وما يتعلق ببعض الأسلحة.

وأبرز أن هذا المجال لايزال مفتوحا على كل إمكانيات التنافس، خاصة أن هناك أسلحة وطائرات متقدمة ربما لا تخضع لمنطق المراقبة، على اعتبار أنها طائرات من الطراز الحديث والجديد، الذي يصعب الحصول عليه، أو أن هناك احتكارا لبعض الدول الكبرى له.

واستطرد لعروسي، قائلا، إن حصول المغرب على طائرة إف35 والتي تعد من نوعية الطائرات المقاتلة، يعزز أيضا القدرات العسكرية، ومع هذه الكتائب التي تراقب المجال البري والجوي في ما يتعلق بالحرب الإلكترونية أو حتى بمراقبة دقيقة لأجواء التراب الوطني، بكل الإمكانيات الدقيقة من خلال استخدام آليات التجسس والرادارات المضادة والراصدة لكل تحرك، فإن هذا الأمر أيضا قد يساهم في زيادة القدرات والكفاءات الدفاعية لدى الجيش المغربي والقوات المسلحة الملكية.

 وذكر في معرض حديثه، أنها تعزز كذلك قدرته على التنافس، خصوصا وأن المغرب يحظى الآن بثقة من قبل الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأمريكية، والسماح بتوفر المغرب على هذه النوعية من الأسلحة، أو لكي يستفيد منها.

وجاء في تصريحه، أن المغرب فاعل إقليمي وربما له هذه الميزات التفضيلية الخاصة مقارنة بباقي الدول، اعتبارا لأدواره الوظيفية التي يقوم بها في إفريقيا.

وكشف لعروسي أن المغرب يبحث عن تأمين حدوده من كل المخاطر المحدقة، وليس في الأمر أي تطاول على إسبانيا أو الدخول في متاهات الصراع معها، وهو الأمر الذي وجب الانتباه إليه، فالمغرب يحاول التسلح بأحدث الطرق على اعتبار أن الترسانة العسكرية يجب أن تتقوى وأن تواكب الحرب أو شروط الحرب الحديثة.