قال وزير الثقافة السابق، والروائي محمد الأشعري، اليوم السبت بالدار البيضاء، إن كتاب "شهادات وتأملات" لعبد الرحيم بوعبيد، يعتبر منجما زاخرا بالمعلومات حول حقبة مهمة من تاريخ المغرب وقيمة أدبية عالية.
وأبرز الأشعري، في ندوة نظمت في إطار فعاليات الدورة الرابعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب لتقديم كتاب بعنوان "عبد الرحيم بوعبيد :شهادات وتأملات"، أن هذا المؤلف الذي مزج بين الشهادة والتفكير والتأمل لمناضل قوي ورجل وطني، يفسر بعض الالتباسات حول العلاقة القائمة بين الوطنيين خلال مرحلتي الاستعمار والاستقلال ، ويشكل دعوة إلى الوقوف على هذه التجربة بطريقة مسائلة تتيح الاستفادة من الدروس التاريخية.
وأشار الأشعري إلى أن هذا الكتاب المنجز في زمنين مختلفين (الاستعمار الفرنسي ثم الاستقلال) يبرز التناقض الصارخ والتكامل القوي بين هذين الزمنين، مشيرا إلى أن الخيط الناظم بينهما يتجسد في هذا العمل المكتوب بطريقة حوارية معقلنة وناضجة تفند مزاعم الاستعمار بشكل ثقافي وسياسي.
وسجل أن الكاتب طرح نوعين من القضايا الشائكة، يرتبط أولاهما بالحركة الوطنية وكيفية اشتغالها وعلاقاتها في مواجهة الاستعمار، وكذا الحوار وتداول المعلومات بين قادة الحركة الوطنية آنذاك، بينما يكشف النوع الثاني عن علاقة الحركة الوطنية بالقصر.
من جانبه قال علي بوعبيد، نجل عبد الرحيم بوعبيد، إن العمل يشكل مادة ثمينة بالنسبة للمؤرخين لما يتضمنه من شهادات ناذرة حول الصراعات الداخلية التي عرفتها الحركة الوطنية والمقاومة إبان مرحلة الاستعمار الفرنسي وما بعد الاستقلال، وكذا للتنظير في موضوع البراغماتية السياسية كضرورة لاستحضار الواقع.
وأضاف علي بوعبيد، أن هذا العمل يعرف هيمنة الهاجس الجماعي على الجانب الشخصي والنفسي لعبد الرحيم بوعبيد، مكرسا بذلك حس نكران الذات الذي كان يتميز به هذا الرجل لصالح القضايا الوطنية ومصلحة البلاد.
وقد ترجم كتاب "عبد الرحيم بوعبيد :شهادات وتأملات" الصادر عن المركز الثقافي العربي في 2017، عن اللغة الفرنسية التي دون بها الراحل عبد الرحيم بوعبيد مذكراته، في حين ستصدر النسخة الفرنسية لهذا العمل في غضون أشهر قليلة.