كرة السلة المغربية تنزل من عليائها

إدريس التزارني

قيمة كرة السلة في صعودها إلى الأعلى لتحقيق النقاط. ولذلك، وجدت في طوال القامة طريقا لنيل غايتها، إلا أنها في المغرب اختارت طريقا آخر لتسجيل الخيبات والنكسات. ورغم أنها كانت خارج لائحة الجامعات التي فشلت صيف 2024 في أولمبياد باريس، لعدم تأهلها، أساسا، إلى تلك المحطة، إلا أنها أعلنت عجزها من داخل المغرب، وتحديدا بالعاصمة الرباط.

كرة السلة تعود إلى الأرض بعد أن اختارت التواضع والترهل، لعوامل وأسباب متداخلة لا يمكن تجاهلها، في الوقت الذي يحتضن فيه المغرب منافسات إقصائيات النافذة الإفريقية الثالثة المؤهلة إلى نهائيات بطولة "أفرو باسكيط" التي ستقام بأنغولا، في وقت لاحق؛ ما يفرض تجند الجميع لخدمة الرياضة الوطنية في ظل الاستحقاقات القارية المنتظرة.

في هذا السياق، كشفت مصادر لمجلة "TEL SPORT" عن معطيات وحقائق متداخلة ساهمت في وصول كرة السلة المغربية إلى هذا المستوى؛ أولها غياب رؤية واضحة للوزارة الوصية على القطاع لعمل الجامعة، وتأخر المنحة السنوية المتعلقة بسنة 2024؛ مما أربك تحضيرات العناصر الوطنية.

وإذا كان غياب الدعم خطيئة الوزارة التي يعلق عليها المسؤولون داخل الجامعة شماعة الإخفاق، فإن أداء العناصر الوطنية في المباريات التي خاضها بالمغرب يطرح علامات استفهام كثيرة، وهو ما وصفته مصادر المجلة بجيل استنفد كل ما يملك من مقومات، وحان وقت تغييره والاعتماد على التكوين، لمواجهة المنتخبات القوية في رياضة تعرف إقبالا كبيرا من الشباب، دون تحمل عناء إخضاعهم لتكوينات وإقحامهم في مفاصل اللعبة، عسى أن يصبحوا بعد غد خلفا يستطيع تحقيق الانتظارات.

وتابع المصدر ذاته أن منتخب جنوب السودان يظل قويا، وأن مواجهته صعبة للغاية؛ لكونه عائدا من دورة باريس الأولمبية، رغم عدم قدرته على بلوغ دور الثمن عقب الخسارة أمام صربيا، بـ95 مقابل 85، واصفا الهزيمة أمام مالي والكونغو الديمقراطية بغير المنتظرة. وهي كذلك، بالنظر إلى الفوارق المادية والبشرية، غير أن إصرارهم على إلحاق الهزيمة بجامعة السلة تحقق.

لقد خيم الحزن، طيلة أيام 21 و22 و23 فبراير الجاري، على قاعة ابن ياسين التي احتضنت إقصائيات النافذة الإفريقية الثالثة، المؤهلة إلى نهائيات بطولة "أفرو باسكيط"، ليتجدد سؤال: "ماذا كانت تفعل العناصر الوطنية بقاعة فتح الله البوعزاوي بسلا، التي اختيرت مكانا للتربص وإجراء مباريات إعدادية لم تكن من ورائها نتائج تذكر؟".

لقد جعلت جامعة السلة من الحدث المنظم بالمغرب حدثا استثنائيا، بعدما قررت لجنة البرمجة وتنظيم المسابقات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة السلة إيقاف جميع المباريات المبرمجة خلال نهاية الأسبوع، دون أن تعلم أن الاستثناء هو أن تظل هي خارج لائحة الجامعات الرياضية التي أثبتت فشلها من قبل.

فشل منتخب "أسود السلة" في حجز مقعد له في بطولة أمم إفريقيا لكرة السلة، بعد احتلاله المركز الأخير ضمن المجموعة الأولى، بعدما انهزم في مجموع 5 مباريات، اختتمها في هزائم كبيرة في آخر 3 جولات بالعاصمة الرباط.

وانهزم المنتخب الوطني لكرة السلة أمام جنوب السودان، بحصة 37 نقطة مقابل 69، وبنتيجة 66-55 أمام الكونغو الديمقراطية، ليفشل في التأهل لكأس إفريقيا، بعد فوز مالي على جنوب السودان بنتيجة 55-72، وهزيمة أمام منتخب مالي بنتيجة 66-80.

وعبر لاعب المنتخب الوطني المغربي لكرة السلة خالد بوقيشو، عن استيائه الشديد بسبب ضعف الدعم الجماهيري خلال مواجهة المنتخب الوطني ضد نظيره جنوب السودان. المباراة، التي انتهت بهزيمة قاسية للعناصر الوطنية بنتيجة 69-37.

وأسفرت منافسة النافذة الثالثة عن تأهل منتخبات الكونغو الديمقراطية بـ10 نقاط، ومالي بـ9 نقاط، وجنوب السودان بـ8 نقاط، بينما فشل المغرب في حجز بطاقة العبور بعدما تجمد رصيده عند 6 نقاط في المركز الرابع.

وأمام كل هذا، يظل تغيير هياكل جامعة أخفقت أمرا لا يمكن التنبؤ به؛ لأن واقع الحال يؤكد أننا فشلنا في 19 نوعا رياضيا في دورة باريس الأولمبية، ولم يطرأ أي تغيير يذكر أو تقييم سليم يتم إطلاع جمهور الرياضة والباحثين والمراكز البحثية على نتائجه، حتى يتم اعتمادها حتى في رسم السياسات الرياضية مستقبلا.