كريمو لـ"TELSPORT": المغرب بذل مجهودات لتطوير الفوتسال النسوي و"الكان" يعكس الريادة

أمينة مودن

بدأ العد العكسي لانطلاقة نهائيات كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة سيدات، التي تستضيفها المملكة في الفترة ما بين 22 و30 أبريل الجاري، في أول نسخة للبطولة القارية.

اختيار الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم "الكاف" المغرب لاحتضان هذا "الكان" النسوي لم يأت من فراغ؛ فالمملكة تتربع قاريا على عرش كرة القدم داخل القاعة على مستوى الذكور، بعد تتويجها بثلاثة ألقاب قارية متتالية، فضلاً عن الاهتمام الجماهيري المتزايد باللعبة وشغف المغاربة بتفاصيلها.

في هذا السياق، يكشف يوسف كريمو، المسؤول عن تكوين مدربي كرة القدم داخل القاعة بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في حوار خاص لمجلة "TELSPORT"، خصوصية هذه البطولة وأهمية توقيتها، والتحديات التي تنتظر المنتخب الوطني للسيدات.

  • تفصلنا أيام قليلة عن إقامة أول كأس إفريقية لكرة القدم داخل القاعة سيدات، هل تعتقد أن توقيت إقامة بطولة جديدة يواكب تطور اللعبة؟

إقامة النسخة الأولى من بطولة كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة النسوية هي بالتأكيد حدث تاريخي، لمجموعة من الأسباب أبرزها التطور الذي يشهده "الفوتسال" بالنسبة إلى فئة السيدات على مستوى العالم.
لقد أصبح من الضروري أن نواكب بدورنا هذا التطور، وستكون البطولة فرصة لتسليط الضوء على اللاعبات الإفريقيات بصفة عامة وليس المغربيات فقط، كما أنها ستمنح بطاقة العبور لمنتخبين إلى بطولة كأس العالم التي ستقام هذه السنة.
إنشاء بطولة كأس إفريقيا لـ"الفوتسال" بالنسبة للسيدات سيُوسع قاعدة الممارسة بالتأكيد، لأن الأضواء ستسلط على المسابقة مما سيمنحها أهمية وإشعاعا كبيرين.

  • ما دلالات اختيار المغرب لاحتضان كأس إفريقيا لـ"الفوتسال" سيدات في نسختها الأولى؟

اختيار المغرب لتنظيم النسخة الأولى يعكس بالتأكيد مجموعة من العوامل، أبرزها تقدير الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم "الكاف" للمجهودات التي يبذلها المغرب بشكل عام لتطوير كرة القدم النسوية، وأيضا كرة القدم داخل القاعة بصفة خاصة، باعتبار أن المنتخب الخاص بالرجال رائد في اللعبة قاريا بعد تتويجه بثلاثة كؤوس إفريقية متتالية.

وعلى مستوى السيدات نحن متقدمون بخطوات، بداية بتكوين منتخب نسوي، وأيضا دخول التصنيف العالمي الخاص بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، كما تتم برمجة مباريات دولية للمنتخب مع المنتخبات الرائدة التي سبقتنا في "الفوتسال".

أرى أن هذا الحدث الكروي سيعزز مجهودات المغرب وتقدير "الكاف" له، كما سيعكس دور بلدنا في تطوير اللعبة قارياً، دون إغفال جانب البنية التحتية، لأننا نتوفر على قاعات بأرضية خشبية تمكن من ممارسة اللعبة تماشيا مع المتطلبات الحديثة، إضافة إلى اهتمام المملكة الكبير بكرة القدم للسيدات وتطويرها بصفة عامة والترويج للرياضة النسائية إفريقيا.

  • هل بدأت كرة القدم داخل القاعة تحظى، اليوم، باهتمام ومتابعة، محليا وقاريا؟

في المغرب، وأيضا في عدد من دول القارة السمراء، أصبح "الفوتسال" يجذب الاهتمام والمتابعة بشكل متطور.

المنتخب المغربي يحتل حاليا الرتبة السادسة عالميا، والجميع تعرف على أسود القاعة، وقارياً التتويج بالثلاثية المتتالية لكأس أمم إفريقيا جعلنا رائدين، مع تحقيق ألقاب وإنجازات عربياً.

نتائج المنتخب فتحت بالتأكيد الباب أمام متابعة أكبر للعبة "الفوتسال"، كما أن عددا من دول إفريقيا بدأت تبحث عن زيادة شعبية اللعبة، والسير على خطى المملكة، بتوفير بنيات تحتية لتوسيع القاعدة، وتوفير الدعم الخاص بالبنية التحتية التي تساهم في تطوير الممارسة بشكل أفضل.

الاهتمام بـ"الفوتسال" المغربي أصبح يظهر أيضا عبر هجرة المدربين لتقاسم تجاربهم في دول جنوب الصحراء، كما أن ما يزيد على 25 أو 30 لاعباً مغربيا يغادرون منافسات البطولة المحلية صوب تجارب جديدة في دول الخليج وفرنسا، بشكل سنوي.

  • هل هنالك تحديات قد تواجه البطولة، لأننا قد نصطدم بتباين في المستويات بين منتخبات نسوية متقدمة وأخرى حديثة النشأة؟

التحديات التي تنتظر المنتخبات التسعة المُشاركة في بطولة كأس أمم إفريقيا لـ"الفوتسال" سيدات كبيرة وكثيرة، لكونها النسخة الأولى للبطولة القارية، كما أن منتخبات تأهلت إلى "الكان" لكنها لا تتوفر على بطولة وطنية في دولها.

وفنياً، كما يعرف الجميع، كرة القدم داخل القاعة تمارس في مساحة صغيرة، ما يتطلب مهارة كبيرة ودقة وسرعة، وأيضا تحكما في الكرة والتحرك المستمر.

كما أن "الفوتسال" يزكي التعددية في المراكز، وهو ما قد يشكل مفاجأة للمنتخبات المشاركة التي لم تلعب سابقا كرة القدم داخل القاعة، كما أنها المرة الأولى للمنتخبات للتعرف على بعضها البعض خلال هذه البطولة القارية.

اللعبة تفرض، أيضا، لياقة بدنية عالية للاعبات الممارسات، وتركيزا ذهنيا طيلة المباراة، حيث يبقى اللعب مفتوحا على هجمات كثيرة. كما أن هنالك اختلافا في طبيعة الملعب، لأن معظم اللاعبات يمارسن كرة القدم العادية على أرضيات عشبية، والآن سيتم الانتقال إلى القاعات بأرضيات خشبية وهو تحد أيضا لهن.

  • هل إقامة أول نسخة من "الكان" بمشاركة 9 منتخبات فكرة جيدة؟

كمرحلة أولى، حضور 9 منتخبات في البطولة القارية فكرة جيدة.
الاتحادات الإفريقية المشاركة في النسخة الأولى لكأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة هي التي أبدت موافقتها على الحضور، ومن الطبيعي أن يكون العدد محدودا، والتطور سيكون تدريجيا، ومستقبلا سيتم الرفع من العدد.

ورغم حضور 9 منتخبات فالمنافسة ستكون قوية وجيدة، باعتبار أن المنتخبات المشاركة تتطلع إلى حجز بطاقة المشاركة في نهائيات كأس العالم.

هذه النسخة ستكون بمثابة حافز للمنتخبات النسوية للمشاركة والمنافسة على اللقب القاري، وأيضا ضمان مكان بالمونديال خلال الدورات المقبلة، والترويج لها.

  • كيف ستساهم البطولة في تطوير لعبة "الفوتسال" الخاص بالسيدات والتعريف بها؟

كرة القدم داخل القاعة تساهم في تطوير كرة القدم بصفة عامة، لأنها رياضة مكملة لكرة القدم وتساعد في تطوير اللاعب تقنياً، واتخاذ القرارات في مساحة ضيقة.

"الفوتسال" رياضة محببة لدى الجماهير ولها شعبيتها، لأنها تعتمد على المهارات والسرعة، ويمكن متابعة أهداف كثيرة خلال المباريات.

انتشارها يساهم في تطويرها وتوسيع قاعدة ممارستها، وحتى التوفر على ملاعب صغيرة خاصة بها يلعب دورا محورياً.

البطولة القارية سيكون لها فعلا دور كبير في الترويج لكرة الصالات الخاصة بالسيدات، فنحن أمام أول نسخة وينتظرنا المزيد.

  • ما تعليقك على وجود لاعبات يمارسن كرة القدم العادية في لوائح المنتخب المغربي لـ"الفوتسال"، وهل يجب الفصل مستقبلا بين الرياضتين؟

لا أرى مشكلة في أن تكون قائمة المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة بخليط من لاعبات يمارسن كرة القدم العادية مع أنديتهن والمتخصصات في "الفوتسال"، والسبب بسيط لأننا اليوم في بداية تأسيس مرحلة جديدة للعبة وهذه الخطوة عرفها أيضا منتخب الذكور خلال بداياته، حيث ضم لاعبين من أندية كرة القدم، لكن تم تدريجياً الفصل بينهما.

كما أشرت سابقا، "الفوتسال" هي رياضة مكملة لكرة القدم العادية، والمغرب يتوفر حاليا على منتخب حديث النشأة وفي بداية المشوار، وفي الوقت الحالي تتم الاستعانة بخدمات لاعبات "الفوتبول"، لكن التخصص سيأتي عبر مراحل ومع توسيع قاعدة ممارسات كرة القدم داخل القاعة، ليمنحنا الجودة.

  • كيف يمكننا الاستفادة من الطفرة التي حققها المنتخب المغربي لـ"الفوتسال" رجال، لتطوير اللعبة بالنسبة لفئة السيدات؟

المنتخب المغربي للرجال رائد إفريقيا وعربيا، وأيضا عالميا، نحن اليوم نحتل المركز السادس بناءً على آخر تصنيف صادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" شهر أبريل الجاري.

مدير قطب كرة القدم المغربية داخل القاعة هو هشام الدكيك، وهو المسؤول عن "الفوتسال" بالجامعة، ومن الضروري تبادل الخبرات، واستفادة المنتخب الوطني للسيدات من خبرته وتجربته وتوجيهاته باعتباره أيضا محاضراً لدى "فيفا".

هشام الدكيك حريص، أيضا، على حضور بعض الحصص التدريبية للمنتخب المغربي للسيدات ومواكبة جميع مستجداته، وهو ما يعزز التنسيق بين المدربين، ويمنح اللاعبات ثقة أكبر، كما أن ما تم تحقيقه مع منتخب الذكور تحت إشرافه يُعزز الترويج لـ"الفوتسال" واستقطاب اللاعبات، والجميع يتطلع إلى تحقيق نتائج إيجابية في أول نسخة لكأس إفريقيا الخاص بالسيدات.

  • هل تتوقع أن تفتح النسخة الأولى لكأس إفريقيا سيدات آفاقا جديدة أمام اللاعبات، وتحفز الأندية على إيلاء أهمية لـ"الفوتسال"؟

البطولة ستمنح حافزا أكبر لأندية كرة القدم للسيدات من أجل إنشاء فروع خاصة ومنفصلة لـ"الفوتسال"، لأن المسابقة الإفريقية ستجذب اهتماما جماهيريا وإعلاميا كبيرا، ومهتمين، وستكون فرصة للاعبات لإظهار إمكانياتهن، وهو ما يشجع الأندية على الاستثمار في فرع خاص لـ"الفوتسال"، وأيضا في البنية التحية، بإنشاء قاعات رياضية وملاعب خاصة بكرة القاعات.

وما نريده هو استثمار الأندية في إنشاء فروع خاصة بكرة القدم داخل القاعة للسيدات بعد نهائيات كأس أمم إفريقيا، ولمَ لا فتح المجال أمام اللاعبات للاحتراف مستقبلاً.

  • هناك بطاقتان مؤهلتان من "الكان" إلى النسخة الأولى لكأس العالم لكرة القدم داخل القاعة، كيف تتوقع حظوظ المنتخبات المشاركة؟

أرى أن حظوظ المنتخب الوطني المغربي سيدات كبيرة للظفر ببطاقة المشاركة في أول مونديال خاص باللعبة، لأنه يستفيد من سمعة منتخب الرجال، كما يستفيد من منهجية العمل التي يقوم بها هشام الدكيك.

هناك عمل جاد واستراتيجية، وتبادل الخبرات بين المُدربين من أجل أن يسير منتخب السيدات على خطى نظيره الخاص بالذكور.

المباريات الودية الدولية، أيضا، نقطة قوة لـ"اللبؤات" من أجل التحضير الجيد لكأس إفريقيا والمنافسة على تحقيق لقبه، وبالتالي ضمان مشاركته في المونديال.

وكما صرح مدرب المنتخب الوطني النسوي، فالهدف الأول هو تحقيق اللقب القاري، في أول نسخة تستضيفها المملكة. لدينا مجموعة متجانسة تجمع بين أفضل اللاعبات المحليات وأيضا بعض المحترفات خارج المغرب، ما يمنحنا مقومات لنكون الأفضل في هذه البطولة.

  • هل يمكن القول، إذن، إن المنتخب المغربي للسيدات سيدخل البطولة وهو مرشح للظفر بلقبها؟

المنتخب المغربي يوجد على رأس قائمة المنتخبات الإفريقية التي بدأت الاستعدادات للمحفل الكروي القاري، تقريبا إنها السنة الثالثة التي نقوم فيها بإعداد اللاعبات للنسخة الأولى لكأس أمم إفريقيا.

وأرى أن المنافسة على لقب "الكان" قد تنحصر بنسبة كبيرة بين المغرب وأنغولا ومصر، وسيدخل المغرب مرشحا بالتأكيد لتحقيق هدف التتويج، ألا وهو المشاركة في أول نسخة مونديالية لـ"الفوتسال"، الخاص بالسيدات المقامة في الفلبين.

  • ما الدور الذي يلعبه التكوين ومواكبة آخر تطورات "الفوتسال" الحديث بالنسبة للمدربين للرفع من التنافسية وتطوير اللعبة؟

كرة القدم داخل القاعة هي اليوم في خلية التطوير، نحاول توسيع قاعدة الممارسة والرفع من المنافسات الخاصة بالفئات العمرية، ذكورا وسيدات، لكن يبقى تكوين المدربين هو من يُفعل هاته المجهودات المبذولة.

ذلك لأن المدرب هو المسؤول الأول عن تكوين اللاعب أو اللاعبة وتأطيرهم، وتعليمهم مبادئ اللعبة، وجعلهم مواكبين لتوجه كرة القدم داخل القاعة الحديثة، وذلك بهدف إزالة أي "هوة" بيننا وبين المنتخبات المتطورة عالميا، خصوصاً بالنسبة لفئة السيدات.

وعن طريق تكوين المدرب سنكسب الكثير من الوقت، ما يمنعنا من السقوط في الأخطاء بشكل كبير، من أجل المرور مباشرة إلى منافسة المنتخبات العالمية، والتقدم في الترتيب العالمي الذي يصدره "فيفا".

  • هل يمكن اليوم القول بأن هشام الدكيك أصبح نموذج الإطار الوطني الذي يواكب تفاصيل اللعبة وتطورها؟

صحيح، لأن هشام الدكيك يلعب، حاليا، دور المرشد في كرة القدم المغربية داخل القاعة، لأنه نموذج للمدرب الناجح، سواء تعلق الأمر بـ"الفوتسال"، أو حتى كرة القدم العادية، بالنظر إلى التضحيات التي قدمها من أجل اللعبة، وأيضاً اجتهاداته المتواصلة ومواكبته لكرة القدم داخل القاعة الحديثة بتفاصيلها.
اليوم، الدكيك يتربع على العرش الإفريقي لأفضل مدربي "الفوتسال"، كما أنه ينافس المدربين المشرفين على المنتخبات العالمية بفضل عمله ومثابرته والنتائج التي حققها مع أسود القاعة.