أيام قليلة تفصل عشاق الساحرة المستديرة، على انطلاق النسخة 21 من نهائيات كأس العالم 2018، والتي وضعت قرعتها المنتخب الوطني المغربي في إحدى أقوى المجموعات، رفقة كل من إيران والبرتغال، ثم المنتخب الإسباني.
"فوت ميركاتو" سلط الضوء على خصوم الأسود بالمسابقة العالمية، وكشف عن آخر الأرقام التي حققوها بالتصفيات، قبل الوصول إلى روسيا، فكانت البداية مع إيران، ثم المنتخب البرتغالي، بطل أوروبا سنة 2016، وأخيرا إسبانيا، أقوى المنتخبات المرشحة لحسم الكأس الذهبية لصالحها.
إيران: وسط ميدان قاتل
شارك المنتخب الإيراني للعبة في 4 نسخ من كأس العالم، سنة 1978و 1998 ثم 2006 و2014، لكنه فشل في عبور الدور الأول بالرغم من تقديم عناصره لكرة حديثه وأداء مميز، حسب المصدر ذاته.
الإيرانيون أول خصوم الأسود بالمونديال، سيدخلون البطولة هذه المرة بقيادة البرتغالي كارلوس كيروش للمرة الثانية على التوالي بعد نسخة 2014، فهو المدرب الذي كان مساعدا لجوزي مورينيو بعدد من التجارب الكروية، واستطاع في فترة قصيرة تحقيق إجماع على حصيلته مع رفاق أميري، وأبان عن شخصية قوية بالمستطيل الأخضر.
وقاد كيروش إيران لخطف بطاقة التأهل إلى "المونديال"، بعد مسار خال من الهزائم بالتصفيات، ليعد إيران البلد الثاني الذي ضمن مشاركته مبكرا (يونيو 2017)، بعد المنتخب البرازيلي.
ومن بين نقاط قوة المجموعة التحضير المكثف للبطولة، فإيران يعد أكثر منتخب سيخوض مباريات ودية في مجموعته استعدادا للمونديال، كما أنه سيكون أول الواصلين لروسيا من أجل الاستئناس بالأجواء.
وأوضح المصدر ذاته، أن خط وسط إيران سيكون كابوسا للخصوم، وهو ما ظهر جليا في اللقاءات الأخيرة للتصفيات، كما أن دفاع ممثل القارة الأسيوية، صمد لأزيد من 7 مباريات دون أن يسمح لأي هدف باختراق خطه.
وعلى الرغم من أن التنبؤات تؤكد صعوبة مهمة الإيرانيين للعبور إلى الدور الموالي، إلى أن الأرقام التي حققتها النخبة ستخلق المتاعب بالمجموعة الثانية,
وسيختتم إيران سلسلة استعداداته بمباراتين في شهر يونيو المقبل، أمام كل من اليونان ثم ليتوانيا، وهي الفرصة الأخيرة للمدرب من أجل وضع آخر اللمسات قبل مباراة الأسود، التي ستحدد بشكل كبير مصير المجموعة الثانية، التي تضم 3 مدارس كروية مختلفة.
البرتغال: غابة من النجوم ودفاع هش
انتظر المنتخب البرتغالي صاحب الرتبة الرابعة في تصنيف "الفيفا" الشهري الأخير، إلى 10 أكتوبر الماضي، تاريخ الجولة العاشرة من التصفيات والأخيرة، لاقتناص بطاقة العبور إلى نهائيات كأس العالم، بعد الفوز على سويسرا بهدفين نظيفين، على أرضية ملعب "دا لوز" في لشبونة.
وكانت التصفيات قد وضعت رفاق العميد كريستيانو رونالدو في مجموعة ضمت جزر فارو وأندورا، وهنغاريا، إضافة لسويسرا ولاتفيا، إذ تمكن المنتخب البرتغالي من تحقيق أرقام إيجابية في مباريات التصفيات رغم البداية المتعثرة.
بعد شعبية كبيرة حظي بها فيرناندو سانتوس في الفترة الممتدة مابين 2010 و2014 مع المنتخب اليوناني وقيادته المجموعة للوصول إلى مباراة ربع نهائي كأس الأمم الأوروبية في نسخة 2012، تولي المدرب مهمة قيادة منتخب بلاده الذي يعج بالنجوم، وأوكلت له مهمة التحضير لـ"يورو 2016".
سنتين على رأس الطاقم التقني للبرتغال، قال سانتوس كلمته بكأس الأمم الأوروبية، حيث عاد للشبونة متوجا بالكأس الأوروبية من فرنسا.
وأعطى سانتوس نفسا جديد لمنتخب البرتغال، حيث كان حريصا على ضخ دماء جديدة بترسانته البشرية، فرفقة اللاعبين ذوي الخبرة، ألحق القائد مجموعة من الأسماء الشابة كغونزالو غويديس، وبرناردو سيلفا، معلنا عن ميلاد مواهب كروية ستكون مفاجأته بنهائيات المونديال أيضا.
البرتغال يحط الرحال بروسيا بجرعة ثقة كبيرة، بعد تتويجه بأخر كأس للأمم الأوروبية، خصوصا وأن 13 لاعبا من أصل 23 شاركوا بالإنجاز التاريخي للمنتخب قبل سنتين من الآن، متواجدون باللائحة النهائية للمونديال، حسب المصدر ذاته.
قوة هجومية ضاربة وانضباط تكتيكي بقيادة "الدون" على المستوى الهجومي، إضافة للعمل الكبير الذي يقوم به الثنائي موتينيو وبيرنارد سيلفا.
ولعل من بين النقاط السوداء التي أشار لها تقرير "ميركاتو فوت"، بترسانة البرتغال كانت الخط الدفاعي الذي ظهر بوجه هش خلال المباريات الودية التي تمت برمجتها، مارس المنصرم، أول تاريخ للتوقف الدولي حسب "الفيفا"، استعدادا للبطولة الكروية.
موسم بيبي مع بشكتاش التركي الغير المقنع، وأيضا تقدم سن كل خوسي فونت الذي انتقل خلال الميركاتو الشتوي صوب الدوري الصيني، إضافة إلى شبح العطالة الذي لاحق واحداً من أبرز المدافعين، برونو ألفيس، كلها عوامل ستدفع بالمدرب فيرناندو سانتوس إلى تغيير حساباته، قبل أول قمة كروية أمام إسبانيا، المرشح الأبرز للظفر بالكأس الذهبية.
إسبانيا: المرشح الأول للفوز بالبطولة
أما المنتخب الإسباني، الذي سيخوض المسابقة للمرة 15 في تاريخه و11 على التوالي، فيعد ضمن قائمة أبرز المرشحين للظفر بلقب النسخة 21 للبطولة الكروية، خصوصا وأن الأرقام والإحصائيات تؤكد تجاوز رفاق سيرجيو راموس لدور المجموعات دون مشاكل.
"لاروخا"، بطل نسخة 2010 التي أقيمت بجنوب إفريقيا، فسيخوض هاته النسخة بقيادة المدرب جولين لوبيتيغي، وهو الحارس الدولي السابق الذي تولى زمام قيادة منتخب بلده إسبانيا منذ سنتين، بالرغم من أن تجاربه في المجال معدودة على رؤوس الأصابع، حيث سبق له قيادة منتخبات أقبل من 19 و20 سنة، قبل أن يقرر الإتحاد المحلي للعبة وضع الثقة به.
مسار الإسبان بمباريات التصفيات أقل ما يقال عنه إنه كان جيدا، حيث كان الوقت أمام المدرب لتجريب مجموعة من التوليفات، قبل العرس الكروي العالمي.
وأنهت إسبانيا قمة المجموعة متقدمة على إيطاليا أبرز الغائبين عن المونديال، بتسعة انتصارات وتعادل في عشر مباريات، وتم سجل ستة وثلاثين هدفا، في حين دخل شباك المجوعة خلال جميع المواجهات 3 أهداف فقط.
ولن يكون لدى رفاق سيرجيو راموس أية أعذار بالمونديال، كما كشف التقرير ذاته، بعد أن اختار المدرب تشكيلة من 23 لاعبا، من بينهم أصحاب التخصص والخبرة بأبرز الملاعب الكروية العالمية، وأيضا لاعبون شبان برز إسمهم في الساحة الكروية خلال الفترة الأخيرة.
ومن بين المفاجآت الغير متوقعة بقائمة "لاروخا" النهائية، عدم الاعتماد على خدمات ألفارو موراتا، المحترف بصفوف تشيلسي، إضافة لسيرجي روبيرتو، من صفوف برشلونة، وهو القرار الذي أثار ضجة كبيرة خلال 24 ساعة الأخيرة، لكن المدرب فضل عدم الرد على أية استفسارات بخصوص اختياراته للمونديال.
ومن بين الأسماء التي سيلط الضوء على خطواتها بقائمة جولين لوبيتيغي، القائد أندريس إنييستا الذي سيخوض آخر مونديال له مع المجموعة، بعد قراره الرحيل عن أسوار الكتالوني نهاية الموسم الرياضي الجاري، دون الكشف عن وجهته المقبلة، التي بالأرجح ستكون الدوري الصيني أو الياباني.