لم تستطع الوفود المشاركة في مفاوضات اعتماد خطة طريق لتزيل اتفاق باريس، بشأن التغيرات المناخية، الوصول إلى اتفاق لحدود الساعة، وذلك بسبب الاختلاف حول أكثر من 600 نقطة تتضمنها الخطة.
وحسب مصادر من المجتمع المدني، والتي حرضت لقاءات التفاوض صباح اليوم الخميس، قصد ابداء رأيها والدفع بمقترحاتها في الوثيقة الختامية التي يأمل المشاركون في "كوب 24" بمدينة كاتوفيتشي البلونية اعتمادها، بحسبها، تقود دول أمريكا والسعودية والصين والبرازيل، مقاومة شرسة لـ"معارضة تنزيل اتفاق باريس".
في السياق، قالت الناشطة في مجال البيئة من تونس آسيا كزي في تصريح لـ"تيل كيل عربي"، إن "محطة كوب 24 في كاتوفيتشي مهمة، لأنها ستعرف إن نجحت المفاوضات، وضع قواعد المصادقة على اتفاق باريس، خاصة ما يتعلق بالتأقلم والتخفيف من آثار التغيرات المناخية".
وعن سير المفاوضات وما تمخض عنها إلى حدود اللحظة، كشفت آسيا التي تشغل مهمة عضو المجلس الإداري لشبكة العمل المناخي بالعالم العربي، والتي تضم أكثر من 1000 جمعية، إن "المفاوضات نجحت في تدليل بعض الصعاب بفعل ضغط منظمات المجتع المدني، والخبراء الدوليين، فضلاً للوفود الممثلة للدول المتضررة من التغيرات المناخية، وتم التوافق على تجاوز أكثر من 300 نقطة خلافية، لكن هناك مزيد من العمل ينتظر المشاركين في القمة".
وأضافت آسيا، في حديثها لـ"تيل كيل عربي"، أن "كلاً من أمريكا والسعودية والبرازيل والصين، يعارضون مجموعة من نقط خطة طريق تنزيل اتفاق باريس، خاصة ما يعلق بالمساهمة الوطنية المحددة من انبعاثات الغازات، التي شكلت لها آلية للتتبع منذ كوب 22 بمراكش، ودفعها بتشديد معايير التمويل وتقليصها واحتسابها من الميزانيات العامة للدول، عوض رصد ميزانيات فرعية، كذا عدم اتخاذ اجراءات صارمة في ما يتعلق بالتأقلم".
وتابعت المتحدثة ذاتها، والتي حضرت لجوانب من المفاوضات، أن "المجتمع المدني العامل في مجال المناخ، يعول كثيرا على ما سوف يتمخض من محطة كوب 24".
في سياق متصل، قال ميشال كورتيكا رئيس مؤتمر "كوب 24" ،اليوم الخميس، إنه "بدون إرادة سياسية لن يتم تحقيق أي تقدم في المفاوضات بشأن المناخ".
وأضاف، في تصريح للصحافة أن العالم "يحتاج حاليا الى إرادة سياسية وتجاوز المواقف الأنانية لبلوغ حل يرضي كل العالم ويخرج إشكالية المناخ بتعقداتها من عنق الزجاجة" ،مشددا على أنه في حالة عدم تحقيق التوافق في مؤتمر (كوب 24 ) "سيخسر العالم شيئا لا يقدر بثمن مثل البيئة وهو الزمن".
للإشارة، حل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس يوم الأربعاء، بمكان انعقاد "كوب 24"، وذلك للدفع بمفاوضات اعتماد خطة تنزيل اتفاق باريس.
وقال الأمين العام في كلمة له يوم الأربعاء، إن "المفاوضات الجارية لم تساهم إلى حد اليوم في حل القضايا الرئيسية للمناخ".
وأوضح غوتيريش أنه "وعلى الرغم من التقدم الحاصل في المفاوضات الجارية خلال الفعالية العالمية، لا يزال هناك الكثير مما ينبغي عمله، كما أن القضايا الرئيسية لم يتم حلها بعد".
كاتوفيتشي/بلونيا - مبعوث "تيل كيل عربي": أحمد مدياني