أكد هون كوني دوجنون رئيس اللجنة البرلمانية الإفريقية المكلفة بالفلاحة والشؤون القروية والبيئة أن إفريقيا تدعو إلى تنفيذ عملي وملموس لاتفاق باريس بشأن المناخ، حتى يكون بالإمكان التصدي بفعالية لظاهرة الاحتباس الحراري التي لا تتحمل إفريقيا مسؤوليتها.
وقال البرلماني الإفريقي، في تصريح خص به اليوم الجمعة وكالة المغرب العربي للأنباء على هامش أشغال مؤتمر المناخ (كوب 24)، "نحن كأفارقة، لا نطلب الصدقة، بل التطبيق الملموس لاتفاق باريس الموقع سنة 2015"، مضيفا أن دعم الدول الإفريقية لمواجهة التحدي المطروح عليها وعلى العالم "أمر مفروض، لأن القارة السمراء ليست المسؤولة بالمرة على التأثيرات السلبية التي تلحقها".
وطالب البرلماني الإيفواري الدول الغنية "الملوثين الكبار لكوكب الأرض، بتحمل مسؤوليتهم اتجاه دول القارة الإفريقية، خاصة منها الدول الفقيرة، ضحايا الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، الذين لا يتحملون المسؤولين عنها".
وأكد أن "تغير المناخ سترافقه للأسف تأثيرات سلبية غير مسبوقة، مثل انخفاض حجم المحاصيل الزراعية وشح التساقطات المطرية وبالتالي سيكون الوصول إلى المياه أمرا صعبا على معظم دول القارة السمراء، وهو أمر مزعج ومقلق ومخيف"، مضيفا أنه من المتوقع أن يصل عدد سكان إفريقيا إلى مليارين في أقل من ال 37 عاما القادمة، وخلال ال 86 عاما القادمة سيكون ثلث الولادات على المستوى العالمي في القارة الإفريقية.
وأشار، في نفس السياق، الى أن تغير المناخ بشكل سلبي وارتفاع درجات الحرارة وانخفاض إمدادات المياه، فضلا عن تدهور التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية، سيؤثر بشكل مباشر على الفلاحة في القارة السمراء التي تعد دعامة أساسية للاقتصادات المحلية.
ووفقا لذات المصدر، فإن إفريقيا تدرك أن التنمية "المفرطة" تؤثر على المناخ، لدى على البلدان الصناعية الوفاء بالتزاماتها، لأنه بالإضافة إلى "الهجرة الاقتصادية، تتطور بقوة الهجرة المناخية التي تؤثر على البلدان النامية".
وأشاد السيد دوجنون بالتعاون المغربي-الإيفواري في مختلف المجالات بما في ذلك في حماية البيئة، وسياسة المملكة البيئية، التي تعد نموذجا للقارة بكاملها.
وأبرز أن "المغرب يستثمر في حماية البيئة وحماية المواقع التاريخية في المدن بما في ذلك المدن القديمة، مثل طنجة وفاس ومراكش، وعلى الدول الافريقية أن تسير على نهج المملكة من حيث حماية البيئة والتنمية المستدامة".
وتستمر أشغال المؤتمر الرابع والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 24) الى غاية يوم 14 من دجنبر الجاري.