تواجه مقاطعة لومبارديا في شمال إيطاليا، بين الأكثر أهمية في البلاد، عزلة منذ صباح الأحد بسبب الحجر الصارم الذي فرضته الحكومة سعيا لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.
تباطأت حياة سكان ميلانو بعد أن علموا من خلال تسريبات إعلامية، منذ مساء السبت بقرار الحجر. صباح الأحد كانت الشوارع خالية وهادئة، وفق ما نقل صحافي في وكالة فرانس برس.
لم تشهد محطة القطارات المركزية أيضا هلعا، ساد الهدوء في المكان وسط غياب قوات الأمن. بدورها، ظلت المطارات مفتوحة في حين يفترض أنه يمنع الخروج من المناطق التي فرض عليها حجر والتي تسمى "مناطق حمراء".
داخل هذه المنطقة التي يقطنها حوالي 17 مليون إيطالي (أي ربع اجمالي سكان البلاد)، أغلقت المتاحف وقاعات الرياضة والمسابح والملاهي الليلية واماكن الألعاب وغيرها.
وسمح للحانات والمطاعم بفتح أبوابها، شرط أن تحترم مسافة الأمان (متر بين كل شخصين) وإلا فعليها الإغلاق.
يقيم في ميلانو، مقر البورصة، نحو 1,4 مليون نسمة، وهي كبرى مدن مقاطعة لومبارديا التي تمثل الرئة الاقتصادية والصناعية للبلاد.
لخصت صحيفة "لاستامبا" الوضع، اليوم الأحد، بعنوان "الفيروس يغلق قلب الشمال"، أما "الميساجيرو" فعنونت "نصف إيطاليا مغلق".
بعد تسجيل 233 حالة وفاة في البلاد، صارت شبه الجزيرة ثاني الدول الأكثر تضررا بعد الصين لناحية عدد الوفيات، والثالثة بعد الصين وكوريا الجنوبية لعدد الإصابات (6 آلاف حتى اليوم).
في المرسوم الحكومي الصادر ليلا، قال رئيس الحكومة جوزيبي كونتي إن "قوات الشرطة ستصبح مخولة طلب تبريرات" من المواطنين المتنقلين.
وذكرت وسائل إعلام إيطالية إن أكثر الناس تخوفا، وبينهم متحدرون من مناطق أخرى، غادروا مساء السبت المناطق التي سيفرض عليها حجر.
منذ صباح الأحد، صارت تحركات 17 مليون مواطن على الأقل منحصرة ضمن المناطق المشمولة بالحجر. لكن مصور في وكالة فرانس برس اكد عدم وجود هلع في محطة القطارات المركزية كما لم يلاحظ وجود أي مراقبة أمنية على المسافرين.
تخص اجراءات الحجر كامل مقاطعة لومبارديا ومدن مودينا وبارما وبياتشنزا وريجيو إميليا وريميني (في مقاطعة إميليا رومانيا) وبيسارو وأوربينو وأليسندريا وآستي وبادوفا وتريفيزو والبندقية.
ولن يسمح بالتنقل إلا لمن لديهم "واجبات مهنية مؤكدة والحالات الطارئة لأسباب صحية".
ونشر البروفيسور في علم الفيروسات روبرتو بوريوني على حسابه في "توتير" رسالة للمواطنين تقول "أناشدكم أن تبقوا في منازلكم، غادروها فقط لأسباب الضرورة".
واعتبر المعلومات التي تشير إلى مغادرة أشخاص قبل فرض الحجر "جنون محض". واستنكر "تسريب مشروع مرسوم صارم أثار ذعر الناس الذين حاولوا الهرب من منطقة حمراء مفترضة حاملين معهم العدوى".
قبل الإعلان الرسمي عنه حوالي الساعة الثانية صباحا، نشرت وسائل الإعلام الإيطالية المرسوم الحكومي على نطاق واسع.
واعتبر رئيس الحكومة كونتي أن التسريب "غير مقبول"، وأسف لان "نشر المسودة اثار شكوكا وارتباكا".