كشف تقرير نشرته الشبكة البحثية "الباروميتر العربي" بجامعة برينستون الأمريكية، حول "الهجرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، بين عامي 2021 و2022، أن 34 في المائة من المغاربة يفكرون في الهجرة، بحثا عن مستقبل أفضل بالخارج.

الفئات العمرية

وبالانتقال إلى فئات الناس الراغبين في الهجرة، كشف الاستطلاع بوضوح، أن الشباب المغاربة المتراوحة أعمارهم بين 18 و29 سنة هم من أعربوا أكثر عن رغبتهم في الهجرة؛ حيث بلغت نسبتهم 47 في المائة، فيما بلغت نسبة شريحة 30 عاما فأكبر 28 في المائة؛ ما يمثل فجوة عمرية كبيرة بين الفئتين.

التعليم والهجرة

سجل التقرير أن هناك فوارق كبيرة فيما يخص معدلات التعليم والهجرة؛ حيث أن الحاصلين على تعليم جامعي أو درجة تعليمية أعلى هم الأكثر إقبالا بكثير على التفكير في الهجرة، مقارنة بالحاصلين على مستويات تعليمية أدنى، معتبرا أن هذه الحقيقة تمثل مشكلة محتملة لهجرة الأدمغة بالمنطقة.

وتابع أن 40 في المائة من المغاربة الراغبين في الهجرة في صفوف الحاصلين على التعليم الجامعي، بينما 32 في المائة منهم حاصلون على الشهادة الثانوية أو أقل.

الهجرة والفجوة الجندرية

قال التقرير إن 41 في المائة من الأشخاص الأكثر إقبالا على التفكير في الهجرة هم رجال، مقارنة بالنساء اللواتي بلغت نسبتهن 27 في المائة فقط.

أسباب الهجرة

رؤية أغلب الناس في الدول التي غطاها الاستطلاع أن الوضع الاقتصادي في بلادهم سيء أو سيء جدا، تنعكس على المناقشات حول الهجرة؛ حيث أن الراغبين في الهجرة ذكروا بالأساس، الأسباب الاقتصادية، كدافع لهم، بنسبة 66 في المائة.

ويأتي في الترتيب التالي، الفرص التعليمية، والمشاكل الأمنية، والفساد، والأسباب السياسية، لكنها حسب التقرير، تبقى أقل أهمية بكثير في تقديرهم، مقارنة بالعوامل الاقتصادية.

دول المهجر المفضلة

اعتبر 22 في المائة من المغاربة أن فرنسا هي مقصدهم المفضل نظرا للغة البلد. فيما اعتُبرت كندا المقصد المفضل لنحو الخمس في المغرب، بنسبة 21 في المائة. أما أمريكا الشمالية، فتعد المهجر الأكثر تفضيلا، بنسبة 15 في المائة.

وتابع التقرير أن ألمانيا أصبحت، في الفترة الأخيرة، دولة مهجر مفضلة بالنسبة لمن يبحثون عن فرص عمل أو تعليم، أو لتحسين مستوى الحياة بشكل عام؛ حيث برزت بصفتها واحدة من أكثر الدول تفضيلا في أغلب الدول، حسب 19 في المائة من المغاربة الراغبين في الهجرة.

أما بخصوص دول الخليج، فكانت النسب ضعيفة؛ حيث اختار 8 في المائة من المغاربة الهجرة إلى السعودية، فيما فضل 5 في المائة منهم الإمارات.

الهجرة غير الرسمية

أفاد الاستطلاع أن المغرب هو البلد الوحيد الذي قال فيه أكثر من النصف (53 بالمئة) إنهم لا يمانعون في الهجرة دون توفر الأوراق الرسمية؛ حيث زادت هذه النسبة عن مثيلتها، عام 2018، عندما قال 38 بالمائة فقط من الراغبين في الهجرة من المغرب إنهم قد يتركون بلدهم دون الأوراق الرسمية اللازمة.

وتابع المصدر نفسه أن 43 في المائة منهم حاصلون على تعليم جامعي، فيما 58 في المائة حاصلون على شهادة ثانوية أو أقل.

وبالنسبة للدخل، سجل التقرير تباينا صارخا بين أصحاب الدخل الأعلى والأدنى من حيث التفكير في الهجرة غير الرسمية؛ حيث أن 68 في المائة من الراغبين في الهجرة من أصحاب الدخول الأدنى فأقل قالوا إنهم لا يمانعون ذلك، مقارنة بـ3 من كل 10 فقط من أصحاب الدخول الأعلى.

وفيما يخص النوع الاجتماعي، فمثل، وبفارق شاسع، أكبر عامل تنقسم حول جانبيه الآراء فيما يخص الهجرة غير القانونية؛ حيث كان الرجال بنسبة 60 في المائة، أكثر إقبالا على تبني هذه الفكرة، مقارنة بالنساء (44 في المائة).