أعلنت السعودية الجمعة أنها ستصدر للمر ة الأولى في تاريخها تأشيرات سياحية، لتفتح بذلك أبوابها أمام السياح بهدف تنويع اقتصادها الذي يعتمد حاليا على النفط.
وحتى الآن لم تكن المملكة تصدر تأشيرات إلا للحجاج والأجانب العاملين على أراضيها ومنذ فترة وجيزة بدأت بإصدارها للراغبين في حضور مباريات رياضية ونشاطات ثقافية.
ويعتبر إطلاق قطاع السياحة أحد أهم أسس رؤية 2030، وهي خطة طموحة طرحها ولي العهد السعودية الأمير محمد بن سلمان لإعداد أكبر اقتصاد عربي لمرحلة ما بعد النفط.
ويأتي هذا الإعلان بعد أسبوعين فقط من هجمات مدمرة استهدفت منشأتي نفط سعوديتين، هزت أسواق النفط العالمية وحملت واشنطن إيران مسؤوليتها.
وقال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث أحمد الخطيب في بيان إن فتح أبواب السعودية أمام السياح الأجانب هو "لحظة تاريخية لبلادنا".
وأضاف أن "الزوار سيفاجأون باكتشاف الكنوز التي لدينا للمشاركة: خمسة مواقع مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو وثقافة محلية نابضة بالحياة وجمال طبيعي يقطع الأنفاس".
وستقد م السعودية تأشيرات سياحية عبر الإنترنت لمواطني 49 دولة، وفق ما نقلت "بلومبرغ نيوز" عن الخطيب.
وهذه الدول هي: 38 دولة من أوروبا وهي النمسا وبلجيكا وجمهورية التشيك والدنمارك وإستونيا وفنلندا وفرنسا وألمانيا واليونان والمجر وأيسلندا وإيطاليا ولاتفيا وليختنشتاين وليتوانيا ولوكسمبورغ ومالطا وهولندا والنرويج وبولندا والبرتغال وسلوفاكيا وسلوفينيا وإسبانيا والسويد وسويسرا وإيرلندا وموناكو وأندورا وروسيا ومونتيرو وسان مارينو وأوكرانيا وإنجلترا وبلغاريا ورومانيا وكرواتيا وقبرص.
وكذلك سيسمح لمواطني 7 دول من آسيا بالدخول بدون تأشيرة مسبقة، وهي سلطنة بروناى واليابان وسنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية وكازاخستان والصين، ومن أميركا الشمالية دولتان، هما الولايات المتحدة وكندا، بالإضافة إلى أستراليا ونيوزلندا.
أوضح الخطيب أن المملكة ستخفف من قواعد اللباس للنساء الأجنبيات وستسمح لهن بالتنقل من دون ارتداء العباءة، لكنه أشار في المقابل إلى أنه سيتوجب على الزائرات الأجنبيات ارتداء "ملابس محتشمة".
وبشكل عام، لم تكن المملكة تعتبر وجهة سياحية. وتحاول منذ تسلم الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد، تقديم صورة أكثر انفتاحا وتحررا. وقد أجرت المملكة تغييرات اجتماعية مهمة وإصلاحات اقتصادية، أبرزها رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارات، وإعادة فتح دور السينما.
ويرى خبراء أن الانتقادات الدولية بشأن عدم احترام حقوق الإنسان في المملكة وخصوصا جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي العام الماضي، قد لا يشجع السياح الأجانب.
ومنذ وقت طويل، لم تصدر المملكة تأشيرات إلا للعاملين الأجانب على أراضيها وعائلاتهم وكذلك للحجاج المسلمين إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة. وقد بدأت العام الماضي في إصدار تأشيرات لمشاهدي المباريات الرياضية والحفلات الغنائية بهدف بدء تطوير قطاع السياحة.
والحكومة السعودية التي يترتب عليها مواجهة أسعار نفط منخفضة جدا ، تأمل في أن تتطور السياحة وتشكل عشرة بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي السعودي بحلول 2030.
وأنفقت السعودية مليارات الدولارات لمحاولة بناء قطاع سياحي من الصفر.
ولدى المملكة أيضا مواقع أثرية مثل مدائن صالح التي تضم قبورا مبنية بحجر رملي وتعود إلى الحضارة النبطية التي بنيت خلال عهدها معالم أثرية معروفة بينها مدينة البتراء