فاز فيلم "لا تلمسني" للمخرجة الرومانية أدينا بينتيلي بجائزة الدب الذهبي لافضل فيلم في الدورة الثامنة والستين لمهرجان برلين السينمائي الدولي (البرلناليه) الذي اختتم فعالياته أمس السبت.
ويتناول الفيلم عددا من القضايا المتعلقة بالعلاقات الإنسانية بشكل عام، والعلاقة الحميمية بشكل خاص، حيث تغامر مخرجة الفيلم وأبطاله في مشروع بحث شخصي حول العلاقات الحميمية.
ويتتبع الفيلم الحياة العاطفية لثلاث شخصيات، لورا وتوماس وكريستيان، حيث يحاولون كسر بعض الأفكار النمطية والطابوهات للحصول على الحرية وحب الاخر دون ان يففقدوا ذواتهم.
وأثار الشريط جدلا في أروقة مهرجان برلين، واتسم بجرأة كبيرة كانت صادمة لعدد من المشاهدين، حسب ما أفادت سائل إعلام ألمانية.
ويأتي تتويج بينتيلي في مهرجان برلين بعد خمس سنوات من فوز المخرج الروماني كالين بيتر نيتسر بجائزة الدب الذهبي عن فيلمه الدرامي "تشايلد بروز".
كما حصل عدد من الافلام ال19 المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان على جوائز الدب الفضي من مختلف الفئات، حيث فازن المخرجة البولندية مالجورتساتا سوموفسكا بجائزة الدب الفضي للجنة تحكيم المهرجان عن فيلمها "وجه".
ومنحت جائزة الدب الفضي لافضل فيلم روائي يفتح آفاقا جديدة والتي تحمل اسم الفريد بور مؤسس مهرجان برلين، لشريط "وريثة" لمخرجه مارسيلو مارتينيسي (باراغواي).
وعادت جائزة الدب الفضي لأفضل مخرج للويس أندرسون عن فيلمه للصور المتحركة "جزيرة الكلاب" الذي افتتح فعاليات المهرجان، بينما كانت جائزة الدب الفضي في فئة أفضل ممثلة من نصيب آنا برون، لأدائها في شريط "وريثة".
وتوج أنطوني باجون بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم فرنسي "برير" (الصلاة) لمخرجه سيدريك كان، فيما حصل الفيلم المكسيكي "موسيو" (المتحف) على جائزة أفضل سيناريو ،وفاز المخرج المكسيكي ألونسو رويزبالسيوس بجائزة الدب الفضي بالاشتراك مع زميله مانويل ألكالا على إخراج هذه الكوميديا البوليسية.
أما الفيلم الروسي "دولاتوف" فقد حاز على جائزة التميز الفني، بينما حصلت إيلينا أكوبنايا على جائزة أفضل ملابس وأفضل تصميمات لهذا الفيلم الذي يمثل دراما تتناول كاتبا متقلب المزاج "دوفلاتوف" للمخرج أليكسي جيرمان الابن.
وترأس المخرج الألمانى الشهير توم تيكوير لجنة تحكيم هذه الدورة التي ضمت الممثلة سيسيل دو فرانس (بلجيكا) والمصور شيما برادو (إسبانيا) والمنتجة أديل رومانسكي (الولايات المتحدة الأمريكية) والمؤلف الموسيقي ريوتشي ساكاموتو (اليابان) والناقد السينمائي ستيفاني زاكاريك (الولايات المتحدة الأمريكية) ). وهكذا فإن اللجنة تمثل ست تخصصات مختلفة تتعلق بصناعة الأفلام.
وعرض في المهرجان الذي اختتم فعاليته اليوم السبت، 385 فيلما من بينها 19 فيلما تنافست على جائزة الدب الذهبي وجوائز الدب الفضي.
يشار الى أن المغرب شارك في المهرجان من خلال فيلمين طويلين في فئة (الفوروم) وهما "أباتريد" لنرجس النجار و"جاهلية" لهشام العسري حيث عرضا لأول مرة على المستوى العالمي.
ويلقي شريط "اباتريد"، من خلال تتبع مسار عائلة وقصة حب، الضوء على قضية 350 ألف مغربي تم طردهم من الجزائر سنة 1975.
أما العسري الذي يعرض أفلامه للمرة الرابعة على التوالي بمهرجان برلين، فيحكي فيلمه "جاهلية" قصة ست شخصيات تتصارع فيما بينها، مسلطا الضوء على مآسي اجتماعية غالبا ما يكون وراءها عبء التقاليد، كما يسائل علاقة المجتمع المغربي بالماضي.
وقد أنتجت هذين الفيلمين شركة "لابرود" التي تديرها المنتجة لمياء الشرايبي.
ويعد مهرجان "برليناله" أحد أكبر التظاهرات الفنية و أهم المواعيد لصناعة السينما الدولية حيث يبيع أكثر من 300 الف تذكرة، ويستقطب أزيد من 21 الف من المهنيين من 127 بلدا، ويواكب فعالياته أزيد من 3700 صحفي.