لغة التدريس.. دراسة تكشف صراع أجيال على العربية والفرنسية بالمغرب

تيل كيل عربي

مازال المغاربة مختلفين في ما بينهم حول لغة تدريس المواد العلمية، إذ بعد ثلاثين سنة على اعتماد التعريب، مازال السؤال يقسم الناس، هي الخلاصة التي انتهت إليها استطلاع جديد للرأي، قامت به صحيفة "ليكونوميست"، ومجموعة "سونرجيا"، وسط عينة من 700 شخص، خلال نونبر الماضي، ونشرت نتائجها هذا الأسبوع.

وفي هذا الشأن، أفادت الصحفية المتخصصة في الاقتصاد، الصادرة من الدار البيضاء، أن 45 % من المشاركين في استطلاع الرأي، عبروا عن تأييدهم للعربية لغة لتدريس المواد العلمية، مقابل 42 % عبروا عن تفضيلهم للفرنسية، بينما ارتكن 14 % إلى اللاموقف.

ولعل الأكثر إثارة للانتباه في نتائج الدراسة، هو ما كشفته من نوع من صراع الأجيال حول القضية، إذ أن الفئة الأكثر شبابا هي التي تساند العربية لغة لتدريس المواد العلمية، بوصفها اللغة التي يجيدونها ويستعملونها حاليا في المدارس، مقابل تفضيل الفئة من 45 سنة إلى 55 للغة الفرنسية، من منطلق تجربتهم في سوق العمل، التي كشفت لهم أن الفرنسية تتيح فرص عمل أفضل.

الجيل الصاعد ينتصر للعربية مقابل تفضيل الراشدين للفرنسية

الموقف من لغة التدريس بالمغرب، تتحكم فيه أيضا القدرات المالية للأسر، ففئة الأغنياء ماليا، هي التي تفضل اللغات الأجنبية، وتلجأ إلى المدارس الخاصة والبعثات الأجنبية، مقابل توجه الأسر الفقيرة إلى التعليم العمومي، حيث يتم تدريس المواد العلمية باللغة العربية، قبل أن تعوضها الفرنسية في الجامعة، وهو تحول "يعيشه كثير من الطلبة على نحو سيء".

وفي هذا الشأن تغفيد أرقام الدراسة، أن الطبقات الاجتماعية العليا في المجتمع المغربي، هي المتشبثة أكثر بالفرنسية لغة للتدريس، بنسبة 81 %، وبينما تنقسم آراء الطبقة المتوسطة إلى 45 % تفضل الفرنسية، ونسبة مماثلة (45 %) تفصل العربية، تتفوق العربية لدى الطبقات الشعبية، فتحصد 60 % من الآراء التي تفصلها لغة للتدريس، مقابل 20 % للفرنسية.

الدراسة ذاتها، انتهت إلى أنه كلما صار المستوى التعليمي عاليا كلما اكتسبت اللغة الفرنسية آراء مفضلة لاعتمادها لغة لتدريس المواد العلمية، فـ70 % من الجامعيين يفضلون أن تعتمد الفرنسية لغة للتدريس، سيما للحاجة إليها في الأبحاث والانفتاح على المراجع العالمية.

أما من حيث الوسط الجغرافي، فاللغة الفرنسية تربح المعركة بـ49 % داخل المدن، مقابل 38 % للغة العربية، على عكس الوسط القروي، حيث يساند 56 % لغة للتدريس، مقابل 30 % يؤيدون اللغة الفرنسية. وفيما يفضل سكان وسط المغرب، حيث يتركز النسيج الاقتصادي، الفرنسية بنسبة 52 %، يفضل سكان الشمال الشرقي، والجنوب، اللغة العربية، لغة للتدريس.