ودعت أسر وعائلات الضحايا السبعة، لما بات يعرف بمأساة "لانزاروتي"، بعد زوال الوم الأربعاء، جثامين أبنائها وسط حذر أمني، رافق نقل الجثامين من المطار إلى المسجد الأعظم بعاصمة باب الصحراء، قبل دفنهم في مقابر متفرقة بكلميم وأسرير (جماعة قروية تبعد بنحو 10 كيلومترات عن كلميم وطانطان).
وأوضح أحد أقارب الضحايا، الذي آثر عدم ذكر اسمه، في اتصال مع "تيل كيل عربي"، أنه "تم إقناع عد من الأسر المكلومة من الفاجعة بالعدول عن تنظيم أي شكل احتجاجي على تأخر وصول جثامين فلذات أكبادها، منذ أمس الثلاثاء على الرغم من الغبن الذي أحسوا به، جراء تأخر وصول الجثامين، حتى لا يستغلها أحد الأطراف".
واضطرت السلطات لتغير مسار الجنازة الجماعية لجثامين الضحايا على متن سيارات نقل الأموات بسرعة، تفاديا لأي احتجاج قد يبرز في الشارع العام ويرافق الجنازة من المطار إلى المسجد، ومن الأخير صوب المقبرة أو في اتجاه طانطان.
وبحسب المعطيات التي حصل عليها "تيل كيل عربي"، فقد دفن محمد لكصيبي (30 عاما) في مقبرة الجماعة الترابية أسرير، بعد أن نقل مباشرة من مطار كلميم صوبها على خلاف باقي الضحايا الستة، الذين أقيمت عليهم صلاة الجنازة بالمسجد الأعظم بمدينة كلميم، وسط إجراءات أمنية مشددة.
ونقل جثمان مراد حفصاوي صوب مقبرة طانطان، فيما دفن بمقبرة كلميم يعيش رمضان وسعيد الكابوس وعز كرشة طيبة. أما الاثنان الباقون فرحلا صوب مقبرة العيون، لدفنهم وسط نفس الاجراءات الأمنية الاحترازية.
ولم تسمح سلطات مطار كلميم بدخول أهالي الضحايا، وبعد مفاوضات سمح لممثل واحد عن كل متوفى لإلقاء النظرة الأخيرة على الجثمان ومرافقته خلال الاجراءات قبل مغادرة المطار.
اقرأ أيضاً: مأساة لانزاروتي.."تيل كيل عربي" ينشر لائحة الضحايا والناجين من رحلة الموت
وكان كل من الضحايا بنعمر ناجي وسعيد خراج ومحمد لكصيبي وسعيد الكابوس وعزيز كرشطيب ورمضان بيعيش ومراد جرفاوي الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و 30 عاما قد لقوا حتفهم قبل 19 يوماً في رحلة هجرة ما بين طانطان ولانزاروتي، بعد أن أنهكهم البرد والجوع والاجهاد، فيما اعتقلت السلطات 20 آخرين ما يزالون قيد التحقيق في أريسيفي (لانزاروتي) بجزر الكناري.