مؤتمر الصحافة الاستقصائية بفاس.. بوخصاص: أربع تحديات تواجه الاستقصاء الصحافي

محمد فرنان

خلُص محمد كريم بوخصاص، أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة المولى إسماعيل بمكناس، إلى أن "هناك تقاربا واضحا بين مناهج البحث العلمي وطرق العمل الاستقصائي، إذ يتشاركان في القيم الجوهرية مثل تحديد المشكلة وصياغة الفرضيات واتباع نهج الموضوعية والدقة، إلا أن الاختلافات الجوهرية تظل قائمة بينهما".

وأضاف في ورقة علمية حول "مناهج الاستقصاء الصحفي وأثرها في تعزيز جودة التحقيقات الاستقصائية"، زوال اليوم الأربعاء، بمركز الندوات والتكوين لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أن "هذه الاختلافات تمكن بشكل رئيسي في مرونة العمل الصحافي الاستقصائي مقارنة بالصرامة الأكاديمية التي تميز البحث العلمي، دون التأثير على الأسس المشتركة، حيث يبقى الهدف الأسمى تحقيق الموثوقية والمصداقية في النتائج".

للإشارة، انطلق اليوم الأربعاء، مؤتمر "الصحافة الاستقصائية ومنهجية البحث العلمي في تغطية الحروب والنزاعات"، الذي يعقده مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس، بشراكة مع مركز الجزيرة للدراسات بقطر.

وأكدت دراسة محمد كريم بوخصاص أن "فعالية الصحافة الاستقصائية تتطلب الالتزام بمبادئ أخلاقية صارمة تضمن سلامة ومصداقية العمل، خصوصا في التعامل مع قضايا حساسة تتعلق بالمجتمع وحقوق الأفراد".

وأشار إلى أن "المسؤولية الصحافية تمتد إلى التأكد من حماية المصادر، وتجنب التحايل في جمع المعلومات، والالتزام بالموضوعية دون انحياز، مما يعزز ثقة الجمهور بالمخرجات الصحافية، ويعد هذا الالتزام حجر الأساس في العمل الاستقصائي الناجح، ويمنح الصحافيين القدرة على مواجهة تحديات المهنة بما يضمن أداء مهنيا مسؤولا".

وذكر أن "أربعة تحديات رئيسية تواجه تطبيق مناهج الاستقصاء الصحافي، تتمثل في القيود الزمنية والمعوقات الأخلاقية، وتقييدات الوصول إلى المعلومات، وصعوبات التعامل مع المصادر السرية".

وأبرز أن "هذه التحديات تتطلب من الصحافيين الاستقصائيين التحلي بمرونة وقدرة على التكيف، إلى جانب تطوير مهاراتهم البحثية بما يضمن الالتزام بالمعايير الأخلاقية والمهنية، ويعزز كفاءة العمل الصحافي الاستقصائي في تحقيق أهدافه الرامية إلى خدمة المصلحة العامة ونشر الوعي المجتمعي".

وشدّد على أن "القيود الزمنية تعتبر من أبرز التحديات التي تواجه الصحافيين الاستقصائيين، إذ إن طبيعة التحقيقات الاستقصائية تتطلب غالبا وقتا كافيا لجمع المعلومات وتدقيقها وتحليلها بدقة وشمولية، ومع ذلك، فإن بيئة العمل الصحافي تفرض ضغوطا زمنية تتعلق بمواعيد النشر المتسارعة، أو برغبة الجمهور المتزايدة في الحصول على المعلومات بسرعة وشفافية".

واسترسل قائلا: "يؤدي هذا التحدي إلى ضرورة تحقيق توازن بين جودة التحقيق وسرعة الإنجاز، مما قد يدفع الصحافيين إلى اختصار بعض المراحل أو اتخاذ قرارات سريعة في جمع وتحليل البيانات، وهو ما قد ينعكس سلبا على دقة النتائج".

ولفت الانتباه إلى أن "ضغوط الوصول إلى المعلومات تبقى من التحديات التي يواجهها الصحافيون الاستقصائيون، حيث يتم في العديد من الحالات تقييد حق الوصول إلى المعلومات الحساسة بفعل القيود القانونية أو الإدارية أو نتيجة ممارسات التعتيم التي تفرضها بعض المؤسسات".