اختار عبد الاله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المنتهية ولايته، اليوم (السبت)، خلال افتتاح مؤتمر الحزب، العودة إلى الحديث عن إعفائه من رئاسة الحكومة، وما تلا ذلك من جدل داخل الحزب، خاصة بعد مشاركة الاتحاد الاشتراكي في حكومة خلفه سعد الدين العثماني، ضدا على موقفه.
وفي هذا الصدد، قال عبد الاله بنكيران، إن المؤتمر الوطني للحزب "يأتي بعد فترة حرجة عاشها بعد إعفائه من رئاسة الحكومة"، وأن التحدي بالنسبة إليه، هو "أن يخرج الحزب موحدا" من هذه المحطة.
وأضاف المتحدث: "تعاملت مع إعفائي بارتياح بفضل من الله الذي رزقني الصبر، فأنا إنسان، وكان يمكن أن أنهار، لكنني تعاملت مع الأمر بشكل عاد، بل إنني تعانقت مع زوجتي بعد إخباري من قبل مستشاري الملك بالإعفاء، وبقيت مرتاحا".
وقال بنكيران في السياق ذاته "كان يمكن أن نختار طريق الخروج إلى المعارضة، ونمارسها بشراسة، لكننا قدرنا أن مصلحة البلد تقتضي أن نتفاعل إيجابا مع بلاغ الديوان الملكي القاضي بتعيين شخص آخر من حزبنا، رغم أن ذلك خالط ما خالطه، ألا وهو دخول الاتحاد الاشتراكي للحكومة، والذي تشبثنا برفض دخوله مدة خمسة أشهر".
وزاد زعيم "المصباح" مخاطبا المشاركين في المؤتمر الوطني "اعترف أمامكم أنني لم أكن اعرف أن الاتحاد الاشتراكي سيكون ضمن المشاركين في حكومة سعد الدين العثماني، وحينما عقدنا الأمانة العامة، وقررنا التفاعل إيجابا مع بلاغ الديوان الملكي، سألني أحد الإخوة بقوله: اشنو غادي نديرو إلى فرضو علينا الاتحاد الاشتراكي؟ فأجبته: لا أظن. لكن ذلك حدث، وقبل به سعد الدين العثماني، ونحن اعتبرنا كلامه ملزما لنا، ومنذ ذلك الحين كل ما وقع نتحمل مسؤوليته جميعا، وعلينا أن نخرج موحدين".
وبخصوص الجدل الذي عاشه الحزب حول التمديد له لولاية ثالثة، قال بنكيران "إن كثيرا من الإخوة يحبونني ويعزونني، ولكن عليهم أن يعرفوا أنني مجرد إنسان يخطئ ويصيب، وأنني ماض لا محالة، فلا أحد بإمكانه أن يمنع ملك الموت من الاقتراب مني، كما أنني يمكن أن أمرض، أو أصاب بالخرف، أو أصبح غير صالح لكم بكل بساطة، نحن جسد واحد، ولسنا شخصا يفعل كل شيء".
واسترسل بنكيران، قائلا "ما حققه الحزب لكل واحد منا له منه نصيب بتفاوت"، ثم أعلن انتهاء مرحلته قائلا: "الذين يحبونني ويعزونني فعلا، عليهم الالتزام بتوجيهات هذه الكلمة"، مشيرا إلى أن "النقاش الذي عرفه الحزب تخللته تجاوزات بعضها مؤلم"، خاصة "بعض الكلام الذي صدر من طرف بعض الأعضاء" ضده، لكن اليوم، يقول بنكيران، "هو يوم التسامح والتغافر، وعلى الجميع تجاوز الماضي".
من جهة أخرى، حرص بنكيران على بعث رسائله المعتادة إلى المؤسسة الملكية، وقال "إن موقفنا من الملكية ليس مبنيا على موقفها منا، بل موقف إستراتيجي وعقدي، وكما سبق أن قلت لجلالة الملك: وخا تديني للسجن أنا معك، ها أنا أكررها اليوم، وأقول لجلالة الملك نعم وخا نكون في السجن أنا معك، لأنني إذا كنت في السجن فأنا مجرد مواطن، أما الملك فهو رمز الدولة".
وأضاف بنكيران في السياق نفسه: '"حينما تحدث سعد الدين العثماني عن إمكانية استقالته من الحكومة، قلت له مادام الملك يريدك في ذلك المنصب فيجب أن تبقى، ولو تقطعت أطراف هذا الحزب، نعم الحزب علينا، ولكن، البلد أهم، وطننا يجب أن يبقى آمنا مطمئنا ومستقرا".
"لا مشكل لدينا مع اليهود"
لم تخل كلمة بنكيران من التنديد باعتراف دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، بالقدس عاصمة لإسرائيل، واصفا قراره بـ"المؤسف والمتجرئ على مقدسات المسلمين والمسيحيين"، لكنه عارض رفع شعارات ضد اليهود في مؤتمر حزبه.
وفي هذا الشأن رد بنكيران على رفع بعض المؤتمرين لشعار"الله أكبر عاصفة لليهود ناسفة"، فقال "نحن أيها الإخوان حزب سياسي، وخصنا نعرفو شنو تانقولو، وألا نطلق الكلام على عواهنه، مشكلتنا مع المتصهينين، وليست مع اليهود، اليهود المغاربة يقاسموننا الوطنية، وليسوا كلهم مع الصهيونية"، مشددا على أن خصوم حزبه، "يستغلون هذه الأخطاء، ويضطر لتأدية ثمنها غاليا".