عزا محمد حنداين، رئيس مركز الدراسات الأمازيغية والتاريخية والبيئية بالمغرب، إصدار المركز دعوة إلى إعادة كتابة تاريخ المغرب بعد اكتشاف موقع جبل إيغود إلى ثلاثة أسباب، أبرزها أن الاكتشاف يجب استثماره من أجل استعادة المغاربة للثقة في أنفسهم، والافتخار بأنفسهم مثل المصريين الذين يفتخرون بأهراماتهم.
أوضح المؤرخ محمد حنداين، المختص في تاريخ الأمازيغ في لقاء مع موقع "تيل كيل عربي"، بشأن أسباب دعوة المركز إلى إعادة كتابة تاريخ المغرب، أن الأول هو أن "إعادة كتابة تاريخ المغرب كان مطلبا قديما تطالبه به الحركة الامازيغية، نظرا لأن طريقة تدريس التاريخ المغربي حاليا انتقائية، تهتم بفترات تاريخية على حساب أخرى".
وأضاف المتحدث ذاته أن تاريخ المغرب الرسمي، "يبدأ مع بداية الأدارسة في القرن الثاني عشر الميلادي وهذا مجانب للحقيقة وغير علمي، ما يستدعي إعادة كتابة تاريخ المغرب، وإعادة تدرسيه، كما أن أطفال المغرب لا يعرفون التاريخ المغربي القديم، الذي يبدأ من وجود الإنسان بالمغرب قبل 300.000 سنة قبل الميلاد".
أما السبب الثاني، حسب المؤرخ الأمازيغي، هو أن "الدستور المغربي الجديد اعترف بالهوية وباللغة الأمازيغيتين، ولابد أن يواكب ذلك المقررات المدرسية لتدريس التاريخ المغربي".
وحسب المتحدث، فإن السبب الثالث، هو "الاكتشاف الأخير بجبل إغود، الذي يعتبر حدثا تاريخيا دوليا، وقلب نتائج الأبحاث السابقة، التي تقول أن أصل الإنسان العاقل هو شرق إفريقيا، وأصبح المغرب يتصدر العالم بوجود الإنسان العاقل جد البشرية في جبل إغود".
وأضاف حنداين أنه بهذا "الاكتشاف بدأت الدول تعيد النظر في مضمون التاريخ الذي تدرسه في المدارس والجامعات، والمغرب الذي يهمه الأمر أكثر يتعين عليه أن يعيد النظر في تاريخه".
ودعا حنداين إلى "تغيير المقررات الدراسية التاريخية انطلاقا من هذه الأبحاث العلمية، كما يتعين حماية المراكز الأثرية من الإتلاف والتهميش، ومواكبة هذا الاكتشاف إعلاميا وطنيا ودوليا والقيام بحملات تحسيسية للتعريف بهذا الاكتشاف التاريخي الهام".
وبينما أكد حنداين أن "اكتشاف إنسان إغود سيقلب الكثير من النظريات حول ظهور الإنسان"، أشار المتحدث إلى أنه "بعد الندوة الصحفية لفريق البحث نشر حوالي 2600 مقال حول هذا الاكتشاف".
ووصف المتحدث رد فعل المغرب إزاء هذا الاكتشاف بكونه "بارد كأنه شيء عادي جدا، لذلك قررنا القيام بعدة اتصالات للتعريف بهذا الاكتشاف الهام، وقيمته المضافة لإعادة كتابة تاريخ المغرب بعد هذا الاكتشاف".
وأكد حنداين على أن "القيمة المضافة لهذا هو أن المغاربة سيعيدون الثقة لأنفسهم، وسيفتخرون بأنفسهم مثل المصريين الذين يفتخرون بأهراماتهم، فضلا عن أن المغاربة سيعتبرون أنفسهم مركز البشرية، وهذا مهم جدا، وسيصير مركز إغود مركز جذب سياحي للسياحة الثقافية والتاريخية، لكن يتعين تهيئته لذلك، حتى يستفيد منه المغرب وساكنة المنطقة".
وأكد المؤرخ الأمازيغي أن المركز الذي يديره، سيواصل التحسيس والتعبئة بأهمية هذا الاكتشاف في إعادة كتابة تاريخ المغرب، خاصة و"أننا بادرنا الجمعة الماضي إلى تنظيم ندوة حول الأركيولوجيا والأمازيغ، وربطنا الاتصال بالمعهد الوطني للأركيولوجيا والثراث، الذي لم يتكمن الأستاذ المشارك في هاته الأبحاث من المشاركة معنا في الندوة العلمية".
إقرأ أيضا: المغرب يصنف "قبر" أقدم إنسان في العالم تراثا وطنيا