يواصل السويسري جاني انفانتينو الذي انتخب في فبراير 2016 رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، من خلال اقتراحاته "الاصلاحية"، "سياسة عولمة" انتهجها أسلافه، وفي الوقت نفسه فرض "هيمنة" الاتحاد، بحسب المؤرخ الكروي بول ديتشي.
ويقول مؤلف كتاب "تاريخ كرة القدم" في حوار مع وكالة فرانس برس أنه "غير متأكد" من ان يكون انفانتيو نجح "في تلميع صورة الفيفا".
في ما يأتي نص الحوار:
كيف تحكم على بداية ولاية انفانتينو؟
كان رهانه على جعل الناس ينسون (سلفه ومواطنه جوزيف بلاتر) وتلميع صورة الفيفا. هو رئيس شاب (48 عاما)، وليست له صورة القائد الطاعن في السن.
هل تختلف سياسته عن حقبتي (البرازيلي جواو) هافيلانج وبلاتر؟ كأس العالم التي سيرتفع فيها العدد من 32الى 48 منتخبا (في مونديال 2026)، هي استمرارية لما قام به أسلافه مع مونديال من 16 الى 24 وأخيرا 32 منتخبا. أين ستقف هذه المرحلة النهائية؟ إذا اتبعنا منطق هافيلانج وبلاتر من خلال منح مكانة أكبر لقارات كانت مهمشة، فهذه سياسة العولمة للفيفا. في الوقت ذاته، مونديال بمشاركة 48 منتخبا يغير المعطيات: إذ قد يكون من الصعب على دولة متوسطة تنظيمه بمفردها. هذا تفصيل لدول بحجم قارات مثل الصين والهند، او لتجمع من اتحادات عدة. إلا أن ذلك يستبعد دولا مثل المغرب ودولا أخرى تريد تنظيم المونديال بمفردها. هذا عبارة عن انفتاح المونديال على توجهات زبائنية.
في طريقة انفانتيو، هل ترى تغييرا؟
الفيفا يعتمد نظاما رئاسيا إلى حد كبير. لا يبدو لي أن الأمور تبدلت كثيرا، السلطات تبقى بشكل واسع بين يدي الرئيس، مع أنه تكفل بتسهيل الأمور في ما يخص لجنة الأخلاق. وهناك أيضا مجموعة العمل الشهيرة التي تقوم بالتقييم (لملفي الترشيح المقدمين لاستضافة مونديال 2026) وفق معايير رئاسية. انفانتينو هو قبل كل شيء مسؤول أوروبي (الأمين العام السابق للاتحاد القاري)، بينما كان بلاتر يتمتع بشبكات عالمية. لكن لم يتغير شيء لانهما من مصدر واحد: إداريان، أمينان عامان سابقان أصبحا رئيسين (...) خلال فترة هافيلانج (1974-1998)، كانت الرئاسة مثيرة للجدل، والأدوار أكثر تقاسما: كان بلاتر (الأمين العام) يتولى الإدارة اليومية، وهافيلانج الأوجه السياسية.
انتخب بعد أزمة كبيرة، هل نجح في تلميع صورة الفيفا؟
لست متأكدا من أنه نجح في ذلك لأن هناك مشكلة أساسية: هي معرفة متى ستنتهي هذه الأزمة، أزمة طالت الأمين العام (الفرنسي) جيروم فالك، مسؤولين في مجلس الفيفا لكن في قضايا خارج المنظمة، وأيضا بلاتر و(الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي، الفرنسي ميشال) بلاتيني في قضايا يجب إثباتها. يستطيع الفيفا تلميع صورته عندما تنتهي كل هذه المسائل. هذه القضايا تصدرت الصفحات الاولى. ما يريده عشاق كرة القدم هو مشاهدة كأس العالم، وأن تصبح +القضايا+ التي تمس الفيفا ثانوية.
كأس عالم للأندية من 24 فريقا، دوري عالمي للأمم... ألا يهدد ذلك بفقدان الاهتمام بالبطولات الكبرى؟
كأس عالم للأندية من 24 فريقا، من الواضح أنها طريقة لسحب البساط من تحت دوري أبطال أوروبا التي بالتأكيد ستبقى على الدوام، لكن هذه طريقة للاستيلاء على قسم من العائدات. هذا الموضوع في ذاته يطرح مسألة عدم التوازنات (...) عدم توازن يخص بالدرجة الأولى كرة القدم في الأندية. إذا فكرنا بتطوير كرة القدم، فهذا يجب أن ينطلق من شعور جيد ويسمح بضمان عائدات للأندية التابعة لاتحادات ليست غنية. في الوقت ذاته، إقامة كأس عالم للأندية من 24 فريقا تسمح بمشاركة أندية أوروبية كبيرة أخرى ومنحها قسما من العائدات. سنكون هكذا في تنافس حقيقي بين الفيفا والويفا (الاتحاد الاوروبي). دوري عالمي للأمم يعني قطع الطريق أمام الاتحاد الأوروبي. كل هذه المشاريع هي طريقة لفرض هيمنة الفيفا على عالم كرة القدم على حساب الاتحاد الأقوى، الأوروبي.