مؤشر دولي يسجل تراجع أداء التلاميذ المغاربة في الرياضيات والعلوم

بشرى الردادي

أفاد البحث الدولي للتوجهات في الرياضيات والعلوم "2023 TIMSS" بأنه تم تسجيل تحسن في الأداء العام للتلاميذ المغاربة بالسلك الابتدائي، وذلك مقارنة مع أدائهم في دورة 2019 لنفس الدراسة، لينتقل المعدل الوطني العام في الرياضيات بالابتدائي من 384 إلى 393 نقطة بزيادة 9 نقط. فيما ارتفع المعدل الوطني، في العلوم، من 375 إلى 390، بزيادة قدرها 15 نقطة.

أما بالسلك الإعدادي، يضيف نفس البحث الذي تم الإعلان عن نتائجه، يوم أمس الأربعاء، فانخفض المعدل الوطني العام في الرياضيات من 388 إلى 378 نقطة؛ أي بتراجع يقدر بـ10 نقاط، ونفس التراجع لوحظ على مستوى المعدل الوطني في العلوم، الذي انتقل من 395 إلى 327؛ أي بانخفاض بلغ 68 نقطة.

كما أظهرت نتائج تحليل تطور مستويات التحصيل بين دورتي 2019 و2023، في مجالي الرياضيات والعلوم، أن نسب التلاميذ المغاربة، المصنفين وفقا لمستويات الأداء الدولية، شهدت بعض التغيرات. فبالنسبة للسنة الرابعة ابتدائي، لوحظ تحسن في فئات الأداء المنخفض والمتوسط والعالي في الرياضيات. كما شهد الأداء الوطني في مجال العلوم، بالنسبة للتلاميذ في المرحلة الابتدائية، تحسنا نسبيا؛ حيث سجلت فئات تلاميذ مستويات الأداء المتوسط والأداء العالي تطورا طفيفا، بينما كان هناك تحسن ملموس في فئة الأداء المنخفض؛ ما يعكس بعض التقدم في أساسيات المعرفة العلمية. بينما لوحظ تراجع في أداء تلاميذ السنة الثانية إعدادي في معظم المستويات التحصيلية، خصوصا في مجال العلوم.

وأبرزت نتائج هذا البحث الدولي الذي أجري، خلال شهر ماي 2023، ضرورة تعزيز البرامج التعليمية وطرق التدريس لتقوية المهارات العلمية لدى التلميذات والتلاميذ، وتحقيق مستويات أعلى في التقييمات المستقبلية، وهو ما تعمل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة على تحقيقه، من خلال شروعها في تنزيل نموذج مدارس الريادة بالسلك الابتدائي، على مستوى 626 مدرسة، مع بداية شهر شتنبر 2023 من الموسم الدراسي 2024/2023، وعلى مستوى 2626 مدرسة ابتدائية و232 ثانوية إعدادية، مع بداية الموسم الدراسي الحالي 2025/2024.

وحسب بلاغ للوزارة الوصية توصل "تيلكيل عربي" بنسخة منه، يُعنى البحث المذكور برصد أداء المنظومات التربوية على المستوى الدولي في مجالي الرياضيات والعلوم، بمستويي الرابع ابتدائي والثاني إعدادي، مع تفسير أداء الدول المشاركة عبر ربطه بالعوامل ذات الصلة بالمناهج الوطنية المعتمدة في الرياضيات والعلوم، وبالتلاميذ وخلفياتهم الأسرية، وما تتيحه لهم من موارد، وبالمدرسين وجانبياتهم المعرفية والمهنية وممارساتهم التدريسية، وبالوسائل الديداكتيكية المستعملة، وكذا بخصوصيات الإطار المدرسي الذي تجرى فيه أنشطة التعلم، وذلك بغية تمكين الأنظمة التربوية من مرتكزات لوضع السياسات والخطط الهادفة إلى تطوير أداء التلاميذ في مجالي الرياضيات والعلوم، كمعير حتمي لولوج مجتمع المعرفة والتكنولوجيا الحديثة.

وشارك المغرب في دورة 2023 للبحث بمستويي الرابع ابتدائي والثاني إعدادي، والتي تزامنت مع الموسم الدراسي 2023/2022، بعينات من التلاميذ والمؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية، على مستوى الجهات وعلى المستوى الوطني؛ حيث شارك في هذه الدورة 8.116 تلميذة وتلميذا بالسلك الابتدائي، من أصل 770.476 تلميذة وتلميذا ممدرسين بهذا المستوى، و9.318 تلميذة وتلميذا من الثانوي الإعدادي من بين 616.896 تلميذة وتلميذا يدرسون بالمستوى نفسه. كما شمل البحث 271 مدرسة ابتدائية من بين 12.177 مدرسة ابتدائية. وعلى مستوى الثاني ثانوي إعدادي، تم اعتماد عينة للمؤسسات الإعدادية بلغ عددها 256 إعدادية من بين 4.247 ثانوية إعدادية مفتوحة، برسم الموسم الدراسي 2023/2022

ويعتبر "TIMSS" بحثا دوريا تشرف عليه الجمعية الدولية لتقويم الأداء التربوي يجرى كل أربع سنوات، ويشارك فيه المغرب، بانتظام، للمرة السابعة، منذ عام 1999، مع العلم أن هذه الدورة عرفت، لأول مرة، استخدام الحواسيب في إجراء الاختبارات.

يشار إلى أنه من بين الأهداف الإستراتيجية لخارطة الطريق 2022-2026؛ الرفع من نسبة التلميذات والتلاميذ الذين يتحكمون في التعلمات الأساس، وتدريبهم على الاستخدام الجيد والآمن للحواسيب والتجهيزات الرقمية الأخرى في التحصيل الدراسي، وكذا في التقييمات الوطنية والدولية.