خرجت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية أمينة ماء العينين عن صمتها في قضية "خلع الحجاب" بعد تسريب صور لها في العاصمة الفرنسية باريس خلال الاحتفالات برأس السنة.
وفسرت ماء العينين صمتها إزاء "ضجة خلعها الحجاب"، بأن الصمت في السياسة لا يفسر دائما كضعف، وأن الصمت في مثل هذه الوقائع هو رفض مبدئي للاستدراج إلى مناقشة قضايا معينة من زوايا نظر مفروضة بالإكراه.
ماء العينين، أقرت في حوار مطول أجرته معها أسبوعية "الأيام"، أنها وقعت في ارتباك في البداية، وأنها تعترف بأنه وقعت في أخطاء على مستوى تدبير التعاطي مع واقعة الصور، لكنها خرجت من الحملة أكثر ثقة في نفسها، وفهمت كاي سياسية في العالم، أن الشخصيات السياسية قد يلحقها أذى كثير نتيجة اختيارها الانخراط في الحياة السياسية.
واعتبرت ماء العينين في حوارها المطول، الذي لم ترد فيه بشكل واضح، حول ما إذا كانت الصور المنشورة لها حقيقية أم مفبركة، بأنه بغض النظر عن كون شخصها هو موضوع النقاش، لإغنها كسياسية وحقوقية، تفضل طرح القضية من منظور مختلف: هل يحق لنا أصلا مناقشة الحياة الخاصة للأفراد بعدما جرى اختراقها والمس بها؟، وبما يفيد النقاش حول لباس سياسية؟ متابعت ماء العينين تساؤلها قائلة "هل يتعلق الأمر بقضية من قضايا الدولة والشأن العمومي؟".
كما تطرقت ماء العينين لقضية دعم حزبها لها منذ تفجر قضية صور باريس، وقالت إن هناك فئة حسمت موقفها منذ البداية بحس سياسي وحقوقي عال، حيث لم تبال كثيرا بالتفاصيل أو تستغرق في طرح الأأسئلة، واعتبرت استهدافها عائد إلى مواقفها السياسية، وأن من بين هؤلاء قيادات في حركة التوحيد والإصلاح، الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية، آزرتها بحس إنساني، وهو ما فاجئها.
ماء العينين كشفت أنها تلقت اتصالات مساندة لها من شخصيات في مواقع مختلفة في الدولة، وكذا في الأحزاب السياسية كلها بدون استثناء، ومنهم وزراء وأعضاء مكاتب سياسية، وبرلمانيون وغيرهم.
وأضافت ماء العينين أن هناك فئة ثانية في حزبها، أصيبت بالارتباك وشعرت بالغموض وفضلت الصمت، وهي فئة قالت ماء العينين، إنها غلب عليها الحس الإيديولوجي عوض الحس السياسي.
أما الفئة الثالثة والأخيرة، فتتشكل من "الإخوة الأعداء"، وهم أولئك الذين ينتظرون مناسبة سقوطها، نتيجة مواقف نفسية مؤسفة، تشكلت بعد نقاش الولاية الثالثة للأمين العام السابق للحزب عبدالإله بنكيران، ونقاش المؤتمر الوطني الأخير، وأن مواقفها الأخيرة خلقت لها خصوما حقيقيين لا يحملون أي ود لها.
وعن مسألة الحجاب قالت ماء العينين، إنها لا تخفي أنها عاشت تحولات مختلفة منذ مرحلة الثانوي، التي ارتدت فيها الحجاب، وانها كانت تتصور حينها أنه جوهر الدين، وكانت تعيش ذلك التضخيم النفسي لمسألة الزي، حتى :إننا كنا نتصور أن الألوان حرام، وأن العطر حرام وأن البنطلون حرام، وكنا نرتدي الجلباب الغامق اللون".
وأضافت "عشت هذا التحول بصعوبة، لأنني كنت أرتدي الشورت في مرحلة الإعدادي رغم أنني قادمة من بيئة محافظة".
وأضافت ما العينين أنها صارت قادرة على تنسيب الأمور ولم تعد تربط بين اللباس والقيم، إذ لديها صديقات لا يرتدين الحجاب، وتجدهن أقرب إلى أخلاق الإسلام وقيمه من بعض اللواتي يبالغن في تغطية الرأس والجسد ومعه العقل والقلب في بعض الأحيان، والعكس صحيح.
وزادت قائلة "الحجاب ليس ركنا من أركان الإسلام، ومع ذلك أخترم اللواتي كذلك، ويتصرفن على هذا الأساس، إنها حرية الاختيار عند النساء، وأن الإشكال يكمن في الإكراه وفي اختزال النساء في الجسد واللباس وإثارة شهوة الرجل.