بعدما غادر مالي هارباً من الفقر ليستقر في فرنسا بدون هوية ولا أوراق إقامة، عاد إلى وطنه بطلاً احتفى به الشارع، واستقبله رئيس بلاده، يوم السبت الماضي. مامودو غاساما أو "الرجل العنكبوت" كما أصبح يوصف في فرنسا، جعلته لحظة انقاذ طفل من الموت سقوطاً من شرفة بيته، بطلاً قومياً في عيون الفرنسيين والماليين.
حسب وسائل الإعلام المحلية في مالي، وجد غاساما لدى وصوله إلى مطار باماكو الدولي، العديد من الناس، قبل أن يستقل سيارة سوداء أقلته إلى القصر الرئاسي حيث وجد في استقباله الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا.
"غاساما... غساما" اسم ردده الرئيس المالي بقوة وهو يكرره أكثر من مرة، خلال استقباله لـ"الرجل العنكبوت، وقال بوبكر كيتا، إن "عادات مالي الثقافية، تفرض هذا الطقس حين يريدون الاحتفاء بشخص ما"، ثم هنأ الشاب الذي حصل على الجنسية الفرنسية وفرصة للالتحاق برجال الاطفاء الفرنسيين.
وعبر الرئيس المالي للشاب عن فخره بما قام به، وأضاف أنه "اتخذ قراراً شجعاً دون الجميع".
من جهته، كشف غاساما في حديث له عقب لقائه ببوبكر كيتا، أن الرئيس هنأه على العمل الذي قام به، ودار بينهما حديث جيد.
وصول مامودو غاساما، إلى فرنسا كان عن طريق قوارب الموت. وكان قد عبر النيجر وبوركينا فاسو وليبيا، وتم إنقاذه في عرض البحر عام 2014. رحلة تحولت من مغامرة للبحث عن لقمة العيش، إلى استقرار في فرنسا حاملاً جنسيتها، واحتفاء يومي به من طرف الفرنسيين الذين تابعوا تسلقه للطوابق الأربعة بخفة، وإنقاذه للطفل من الموت دون تردد أو خوف، تسلق قادها إلى دخول قصر الإليزي ولقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.