اتَّبع قاضي الحريات والاعتقال طَلَبَاتِ النيابة العامة، وقرر في نهاية عشية يوم أمس (الثلاثاء) أن يظل طارق رمضان، الداعية الإسلامي، خلف القضبان، ليكون، باستمرار، في حوزة العدالة، للتحقيق معه في تهمة الاغتصاب الموجهة إليه من قِبَلِ امرأتين، في ظل ظهور نساءٍ أخريات يتهمنه بالاغتصاب.
ويلبي القاضي من خلال هذا القرار، حسب الموقع الفرنسي ''لُوبَارِيزْيَانْ''، طلبات النيابة العامة، التي تُقَوِّي موقفها بكونها تستندُ إلى جميع المعايير القانونية لحبس طارق رمضان والتحقيق معه؛ وهي، حسب المصدر ذاته، الحفاظ على الأدلة، وضمان بقاء رمضان في حوزة العدالة، مبرزة أن إطلاق سراحه يمكن أن يخلق ضجة في الفضاء العام، إضافة إلى تخوف النيابة العامة من ضغط رمضان على ضحيتيه وتهديدهما، إذا تمتع بالحرية.
المدعي العام أعلن عن ظهور شهودٍ جددٍ، يظلون مجهولي الاسم، قالوا بأن رمضان مارس الجنس معهم وعنفهم، بشكلٍ قريبٍ من ذلك الذي قام به مع هند العياري وكريستيل، ضحيتيه المحتملتين، وهؤلاء الضحايا لديهم الحق في تقديم شكاوى ضده، حسب ''لوباريزيان''.
المصدر المذكور أفاد أن التحقيقات يجب أن تستمر بدون أية ضغوطٍ، في حين أن المشتكين والشهود قالوا إنهم خائفين من الانتقام والضغوط والتهديدات، التي بينوا أنهم عانوا منها سابقاً، وفق ما أورده الموقع الفرنسي عن دِفَاعَاتِهِم.
ويذكر أن رمضان لم يُوَاجِه، إلى حد الساعة، إلا واحدةً من ضحيَّتيه المحتملتين، والتي اتهمته بأنه اغتصبها يوم 9 أكتوبر 2009 في فندقٍ في مدينة لِيُّونْ الفرنسية، لكن رمضان ردَّ على اتهامات هذه المرأة بالقول ''تلفِيقَاتُهَا صدمتني. لا شيء مما قالته صحيحٌ''، وذلك في المواجهة التي جمعته بها يوم الخميس المنصرم، في مقرَّات القسم الثاني التابع للشرطة القضائية، حسب موقع ''لوباريزيان''.
اقرأ أيضا: تفاصيل 3 ساعات واجه فيها رمضان ''المعاقة'' التي تتهمه بالاغتصاب
وفسَّر رمضان بأن استعمال الزمن الذي يعتمدُه يمنعه من ارتكاب فعلٍ كالذي تتهمه به ضحيته، مستدلاً على ذلك بحجز طائرة، لم يتم التأكد من صحته بعدُ، يبين أنه حَلَّ بليون الفرنسية قادما إليها من لندن، يوم 9 أكتوبر 2009، في الساعة السادسة و45 دقيقةً مساء، بينما تتهمه ضحيته المحتملة، التي تَوَاجَهَ معها، بأنه اغتصبها في فترة ما بعد الزوال من اليوم نفسه، في فندق في المدينة المذكورة.
اقرأ أيضا: هل تبرئ تذكرة سفر طارق رمضان من تهم الاغتصاب؟
وكان تعرف الضحية المحتملة المذكورة على ندبٍ في فخذ الرجل اليمنى لرمضان، من بين الأمور التي وضعت المتهم في ورطةٍ، بحيث قال، أثناء المواجهة التي جمعته بها، حسب ''لوباريزيان''، ''لا أعلم كيف عرفت أنني أحمل هذا الندب''، ولكنه أمام نفيه لكونه قد اغتصبها، اعترف، أثناء المواجهة، بأنه حاول إغوائها.
وتواصل ''لوباريزيان'' يوم أمس (الثلاثاء) مع محاميي طارق رمضان ومحاميي كريستيل، ضحية رمضان المحتملة التي تواجه معهَا، ولكنهم لم يقبلوا التعليق على مسألة استمرار اعتقال النيابة العامة لرمضان.