قررت المحكمة الابتدائية بمراكش، صباح اليوم الاثنين، تأخير جلسة محاكمة رئيس تنسيقية ضحايا زلزال الحوز، سعيد آيت مهدي، الذي يتابع في حالة اعتقال، إلى يوم الاثنين 06 يناير المقبل.
وتقدم دفاع آيت مهدي بطلب السراح المؤقت، وقررت المحكمة النظر في الطلب خلال المداولة في آخر الجلسة.
في هذا الصدد، قال المحامي محمد الغلوسي في تدوينة له، "نجدد طلبنا بإطلاق سراح سعيد آيت مهدي، لكون الاستمرار في اعتقاله من شأنه أن يعمق محنة ومعاناة الساكنة المتضررة التي تواجه ظروفا قاسية، ولا يزال البعض يقطن الخيام بعد زلزال 8 شتنبر".
وأوضح أنه "رجاء لا تضاعفوا محنة الناس، رأيت وجوها أمام المحكمة الابتدائية تحمل كل علامات الآلام وتتحسر على حالها وظروفها القاسية".
كما أبرز منتصر أثري، صاحب كتاب "الصدمة.. يوميات زلزال الحوز"، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، أن "الوضع هناك مأساوي، مؤلم وقاهر، الوضع مبكي ويكاد ينهي ما تبقى لدينا من المشاعر الإنسانية، نعم، اعتدنا العيش في الجبل، قاومنا ونقاوم كل ظروفه، نبتسم رغم كل المعاناة والآهات، نرقص في أحيان كثيرة، نغني ونبتسم".
وأشار إلى أنه "لم نكن نكره ظروفنا، بل كنا ولا زلنا وسنبقى نحب هذا الجبل الذي وجدنا فيه أجدادنا الأمازيغ، هؤلاء البسطاء والفقراء الذين قاوموا وصنعوا منا رجالا ونساء بقيم وعادات وتقاليد إنسانية زرعت فينا منذ الأزل، اليوم، وبعد عام وأربعة أشهر من العيش البئيس داخل خيام بلاستيكية مهترئة، تغيرت حياتنا وملامحنا وشكلنا، منذ الثامن من شتنبر 2023، دعونا نخبركم أننا أصبحنا كجثث تمشي بلا روح".
للإشارة، جرى تأسيس "اللجنة الوطنية للتضامن مع المعتقل سعيد آيت مهدي ومن معه" يوم 26 دجنبر الجاري.
وذكرت اللجنة يوم تأسيسها أن "سعيد آيت مهدي، منسق تنسيقية متضرري زلزال الحوز، اعتقل يوم الأحد 22 دجنبر 2026 من منزل عائلته بدوار تدغالت، جماعة إيميل، التابع لقيادة الثلاث نيعقوب، عمالة إقليم الحوز، على يد عناصر من الدرك الملكي بجماعة أسني التابعة لعمالة تاجناوت، وبتعليمات من النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بمراكش، حيث يتابع بتهمة بث وتوزيع ادعاءات كاذبة بقصد التشهير، والمس بالحياة الخاصة، وإهانة موظفين عموميين وهيئات منظمة، والتحريض بواسطة وسيلة تحقق شرط العلنية على ارتكاب جنح".
واعتبرت اللجنة أن الاعتقال "جاء على خلفية نشاطه الحقوقي في فضحه للخروقات والتجاوزات التي تشوب عملية إعادة الإعمار في المناطق المنكوبة بالأطلس الكبير، وتنظيمه لوقفات احتجاجية سلمية للمطالبة بفتح حوار مع الساكنة المنصورة التي لا زالت في الخيام لأكثر من سنة، رغم شدة البرد القارس والمعاناة اليومية".
وطالبت اللجنة بفتح تحقيق جدي وشفاف في الخروقات والتجاوزات التي تعرفها عملية إعمار المناطق المتضررة من الزلزال في الأطلس الكبير.