محاسن الصياد لـ"تيلكيل عربي": إنشاء دوري محلي للكرة الطائرة الشاطئية خطوة لتطوير اللعبة بالمغرب

أمينة مودن

يوليوز 2024، اختارت محاسن الصياد، لاعبة المُنتخب الوطني المغربي لكرة الطائرة الشاطئية، أن تتقاسم تجربتها مع الشباب بإنشاء جمعية تهتم بتطوير اللعبة وتكوين جيل جديد من ممارسيها بطريقة احترافية.

فبعد تجربة هامة راكمتها لاعبة المنتخب الوطني لكرة  الطائرة الشاطئية، في عدد من البطولات القارية والعربية والدولية، جاءت الفكرة لتأطير الشباب بتعاون مع كفاءات مغربية، وأخرى أجنبية.

وفي لقاء مع "تيلكيل عربي" تتحدث اللاعبة المغربية بالتفصيل، عن فكرة إنشاء هذه الجمعية، وما هي التحديات التي واجهتها قبل أن تتحول الجمعية التي تهتم بتكوين اللاعبين واللاعبات من الشباب، إلى واقع تعيشه محاسن بثوب المكونة والمؤطرة هاته المرة.

كيف جاءت فكرة إنشاء الجمعية الرياضية محاسن للكرة الطائرة الشاطئية أنفا؟

منذ أن كنت لاعبة لكرة الطائرة الشاطئية،  لبست ثوب المؤطرة، وكنت حريصة على تقاسم المعلومات والتوجيهات مع باقي اللاعبات.

لكن التفكير بجدية في إنشاء جمعية رياضية تهتم بالرياضة وتكوين الشباب  بشكل احترافي، فكرة راودتني خلال تواجدي في إحدى المعسكرات التدريبية بإسبانيا، لقد رأيت كيف أن لاعبا سابقا أنشأ فندقا وخصص مرافقا به من أجل الكرة الطائرة الشاطئية.

الفندق كان يتوفر على كل التجهيزات، من بينها ملعبين خاصين، وقاعة رياضية ومرافق أخرى.

القصة تعود إلى سنة 2015 أو 2016 لا أتذكر بالضبط، وشاءت الظروف أن أستاذ الرياضة في مدرسة إبني كان يعرفني كلاعبة منذ سنوات، وناقشت معه الموضوع، يمكن القول أن الفضل الكبير يعود إليه، لأنه ساعدني كثيراً على إخراج الفكرة للوجود بحكم عدم درايتي الكبيرة بالتفاصيل الإدارية، ولا زلت أحلم بأن أنشئ وحدة فندقية متخصصة بهاته الرياضة  على غرار التي خضت فيها تجمعا تدريبيا بإسبانيا.

 من هي الفئة المستهدفة ، والسن الذي يمكن للاعب أو اللاعبة الاستفادة من تأطيركم؟

حالياً، لم أضع شروطا صارمة تهم السن للانضمام إلى الجمعة، لكن أفضل أن تكون البداية لمن هم في سن 11 أو 12 سنة، لتكون الكرة الطائرة الشاطئية من اختيارهم وبطواعية، ويركزون بشكل جيد مع الحصص التدريبية.

الانطلاقة كانت مع الفتيات، في انتظار التوصل بملعب قار ورسمي للتدريبات، لكن هذا لا يمنع عددا من الشباب من الانضمام إلينا، وقد أكدت لهم بأنهم سيكونون معي بشكل رسمي قريباً.

بالنسبة للذكور يمكن لأي طفل أو شاب انطلاقا من 12 ولحدود 18 سنة الالتحاق بجمعية محاسن للكرة الطائرة الشاطئية أنفا، في حين أن الفتيات لن يتم تقييدهن بأي سن وسيبقى انضمامهن مفتوحاً مهما كان السن.

هل قمتِ بحضور أي دورات تدريبية قبل انطلاق المغامرة التي نرى فيها محاسن المؤطرة؟

بطبيعة الحال، أجريت عددا من التكوينات وحصلت على شواهد تخول لي ممارسة التدريب، و ذلك منذ أن كنت لاعبة وصولا إلى اختياري مجال التدريب.

كما انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي خضت فيها عددا من التكوينات فيما يهم كرة القدم الشاطئية بشكل مكثف، وحصلت  في تلك الفترة على شهادات خاصة باللعبة في الولايات المتحدة الأمريكية.

دربت أندية في الولايات المتحدة الأمريكية ، متفرقة على 12 ولاية ولقد تمكنت من مراكمة خبرة في المجال، قبل إنشاء الجمعية.

زوجي الذي يشتغل خبير ويقوم بتكوين المُدربيين في الولايات المتحدة الأمريكية، منحني فرصة استثنائية للاشتغال معه، وحضور التجمعات التي يقودها، يمكن القول أنني كنت جزءاً من فريق عمله، وهذا الأمر سهل علي دخول المجال.

 هل ترين بأن الكرة الطائرة الشاطئية في المغرب، لديها قاعدة من الممارسين الشباب ويمكنها مستقبلاً أن تثير اهتمام شريحة أكبر ؟

بالنسبة للكرة الطائرة الشاطئية في المغرب، هي رياضة غير منتشرة وغير معروفة عند عدد كبير من الناس.

لكن ومع تحقيق المنتخب الوطني المغربي لبطولات قارية، وتأهله إلى دورة الألعاب الأولمبية، تم إعطاء اللعبة قيمة أكبر وأصبحنا نسمع عنها.

حالياً، أطمح لتجهيز ثنائي يفوز بالبطولات الإفريقية ويتسيد القارة، ولما لا نراه مستقبلا في الدورة المقبلة للألعاب الأولمبية والتي تبقى ضمن أرقى وأهم البطولات.

 هل الكرة الطائرة الشاطئية، مرتبطة فقط بفصل الصيف، أو يمكن لممارسيها من فئة الشباب الالتزام  بالحصص التدريبية طيلة السنة؟

الصورة المرتبطة في الأذهان، عن الكرة الطائرة الشاطئية وارتباطها بفصل الصيف خاطئة بنسبة 100 في المائة.

الاتحاد الدولي للعبة، يبرمج طيلة السنة بطولات ومنافسات، وعلى اللاعبين أن يكونوا متعودين على تقلبات الفصول وأيضا سرعة الرياح وغيرها من المطبات التي يمكن أن يواجهها الممارس.

بالنسبة للجمعية، هي الوحيدة التي تهتم في اللعبة في الدارالبيضاء كلها وأعتقد أن ستكون رائدة وطنيا أيضا، لأننا نشتغل في إطار قانوني.

أما الشق المتعلق بالتزام اللاعبات واللاعبين، فهذه النقطة اتفقت معهم منذ البداية عليها، وزرعت فيهم روح الانضباط والالتزام بمواعيد الحصص، كيفما كان الطقس والحمد الله نحن في شهر يناير، والجميع ملتزم بالتوجيهات.

لقد شرحت للشباب، بأن اللاعب المحترف للكرة الطائرة الشاطئية، يجب أن يتدرب في جميع الظروف، لأنه سيصطدم بها خلال مشاركاته بالبطولات التي سيخوضها مستقبلاً، قاريا ودوليا.

 هل بدأ التفكير في توسيع الفكرة، والمشاركة في دوريات بإسم الجمعية؟

بالتأكيد، يتم التفكير والعمل على الأمر.

وحاليا بعد حوالي شهرين من التدريبات مع المجموعة الخاصة بالفتيات، أقوم ببرمجة دوريات مصغرة فيما بينهن للاستئناس.

أظن أنه خلال شهر فبراير ومارس، من أجل إقامة دوري، وهي فرصة لنا لمتابعة اللاعبات واحتكاكهن بخصوم من خارج المجموعة التي أشتغل عليها.

بالنسبة للمواجهات مع فرق مدرسية أو جمعيات أخرى، من الصعب تنفيذ الأمر لأنه في المغرب حالياً هناك جمعيتنا فقط التي تعمل على الكرة الطائرة الشاطئية، وأخرى أعتقد في مدينة الرباط لكن ليس لدي معلومات بخصوص نشاطها وهل لازالت مستمرة في عملها .

ومستقبلاً لدي عدة مشاريع أتطلع لتنفيذها، لأن فكرة تنظيم دوري دولي مطروحة بجدية، لكن بعض التفاصيل ستكون حاسمة لتحويلها على أرض الواقع.

اخترت بعناية رفاقك في تجربة جمعية محاسن، من لاعبين سابقين للكرة الطائرة الشاطئية والكرة الطائرة داخل القاعة،  كيف كان تفاعلهم مع الفكرة؟

جميع المؤطرين في الجمعية هم لاعبون سابقون ودوليون دافعوا عن قميص المنتخب الوطني المغربي، وبحكم أن عائلة الكرة الطائرة الشاطئية معروفة، اقترحت الفكرة على الأشخاص الذين سبق لي الاشتغال معهم وأعرفهم بشكل جيد، فرحبوا بها وتقاسموا معي المسؤوليات.

حاليا، الأمر تسير بخير وهدفنا مواكبة اللاعبات واللاعبين من فئة الشباب، وتطوير اللعبة.

 عودة إلى مسارك كلاعبة دولية، هل أنهيت مشوارك بعد المشاركة في World tour ؟

قبل سنة وشهر تقريباً، تعرضت إلى إصابة بليغة اضطررت معها لإجراء عملية جراحية في الركبة، لقد كانت أوقاتا عصيبة في مشواري، لكن تمكنت من تجاوز المحنة بأقل الأضرار.

خلال الصيف المقبل، سأكون حاضرة على مستوى بطولة إفريقية، للكرة الطائرة الشاطئية.

في المقابل،ـ اخترت توقيف مشواري الذي يهم الكرة الطائرة داخل القاعة، وأركز على الشاطئية، إضافة إلى اشتغالي مؤطرة بالجمعية.

 بالنسبة لك ماذا ينقص الكرة الطائرة الشاطئية محلياً وقاريا؟

 في المغرب مثلاً، تنقصنا أندية خاصة بالكرة الطائرة الشاطئية، فالبرغم أن أبرز المدن تتوفر على شواطئ، إلا أنه هناك غيابا شبه تام لأندية مختصة في اللعبة.

هنالك أندية عديدة وبطولة للكرة الطائرة داخل القاعة، لكن نرى غياب الأمر بالنسبة للشاطئية، بسبب عدم وجود أندية كافية لتنظيم المُسابقات.

أتساءل عن عدم تخصيص ملاعب للكرة الطائرة الشاطئية في الشواطئ، وعلى طول السواحل من أجل التشجيع على ممارسة اللعبة، عكس عدد من الدول التي تضع بين يدي الممارسين جميع الوسائل اللوجيستيكية.

حالياً، ملاعب القرب التي تم تشييدها تكون مختصة في كرة القدم أو كرة السلة، أو رياضة البادل الحديثة، فلماذا لا يتم التفكير في رياضة الكرة الطائرة الشاطئية.

أفكر دائما، لما لا يتم فرض على الأندية الخاصة بالكرة الطائرة داخل القاعة، تخصيص فريق الذي يتطلب شخصين فقط للشاطئية، وبالتالي يمكننا إنشاء بطولة محلية، وتطويلها للوصول إلى العالمية.

كيف تابعت مشاركة منتخب المغرب للكرة الطائرة الشاطئية "رجال" في أولمبياد باريس 2024 ؟

أعتقد أنه لو كانت بطولة محلية للكرة الطائرة الشاطئية وتواجد تنافسية على طول السنة والحضور في world tour، المغرب كان سيحقق نتائج أفضل.

لدينا لاعبين جيدين، لكن عليهم أن يتدربوا على طول السنة لتقديم الأفضل في مسابقة من قيمة الأولمبياد، وأشدد أن إنشاء بطولة سيُغير الكثير من الأمور، ويمنح اللاعبين فرصة كبيرة للتنافس فيما بينهم، تحضيرا للمشاركات الدولية.