محاكمة الريف...غياب بسبب الامتحان وشاهد يروي كيف منع من حمل العلم الوطني

يرى التجار أن الحراك بعث الأمل في النهوض بالمدينة لكن المقاربة الأمنية أجهضته
تيل كيل عربي

بعد فكهم للإضراب عن الطعام الذي دام لـ12 يوما، عقدت غرفة الجنايات باستئنافية الدار البيضاء، اليوم الثلاثاء، جلسة محاكمة معتقلي حراك الريف على وقع الغيابات.
فكالعادة يشرع الرئيس في المناداة على المعتقلين مع بداية كل جلسة، قبل ولوجهم للقفص الزجاجي داخل قاعة الجلسات، لكن هذه المرة، أخذ وكيل الملك حكيم الوردي، مباشرة بعده ليقدم توضيحاته بخصوص غياب خمسة معتقلين.

الوكيل العام قال إن المعتقلين توحد سبب غيابهم عن جلسة المحاكمة، التي لم يكن هذه المرة لأسباب صحية، وأولهم المعتقل محمد النعيمي الطالب الجامعي، الذي غيبته الامتحانات الجامعية داخل السجن، وبعده كل من المعتقلين سمير اغيد وعبد الخير يسناري وبدر الدين بولحجل ونوري اشهبار، الذين تخلفوا للسبب نفسه وهو خوضهم للامتحانات كل حسب مستواه الدراسي.
وقدم الوكيل العام للمحكمة وثيقة توضح أسباب غياب المعتقلين صادرة عن إدارة سجن عكاشة، حيث يقضون فترة اعتقالهم احتياطيا.

وقبل الشروع في الاستماع إلى الشهود، الذين وافقت المحكمة على استدعائهم، قدم المعتقلان محمد المجاوي ومحمد هزاط طلبين لممثل النيابة العامة من أجل التماس عرضهما على الطبيب المداوم بالجلسات، والقيام بفحص بالأشعة داخل سجن عكاشة، وهو ما أدلى به مباشرة الوكيل العام للمحكمة التي وافقت على الطلبين.

وبعدها نادت المحكمة على ثلاثة شهود، تبين أن اثتين منهما تخلفا عن الحضور رغم علمها المسبق بتاريخ الاستماع لشهادتهما أمام المحكمة، ليمثل شاهد واحد وهو مدني يدعى خالد المسعودي، بعد أن أكد الوكيل العام أن الشاهدين غير متاحين حاليا.
ووجهت المحكمة للشاهد أسئلة بخصوص واقعة أولاد امغار، التي يتابع على خلفيتها عدد من المعتقلين بينهم ناصر الزفزافي، قائد الحراك ونبيل احمجيق "دينامو الحراك"، ومحمد النعيمي، واتهامهم بالاعتداء بالضرب واستعمال الأسلحة البيضاء، على أشخاص كانوا يحملون الأعلام الوطنية خلال وقفة احتجاجبة ومهرجان خطابي بالمنطقة.

الشاهد وبعد أدائه اليمين القانونية، سرد على المحكمة ما جرى خلال هذه الواقعة قائلا إنه "كان بصحبة رفاقه بآحدى المقاهي، حين سمعوا بتنظيم وقفة احتجاجية ومهرجان خطابي بأولاد امغار، الذي كان من تنظيم عدد من نشطاء الحراك أولهم الزفزافي، وكان بمعية أشخاص آخرين يحملون الأعلام الوطنية، حيث توجه إلى المنطقة كباقي السكان ليشارك فيها.
وأضاف الشاهد أنه بمجرد وصولهم، اقتربوا من جموع المحتجين من المواطنين، يحملون الأعلام الوطنية بين أيديهم ورفعوها مرددي عبارة "عاش الملك"، لكن استوقفتهم سيارة سوداء اللون على متنها ثلاثة أشخاص.

وكشف الشاهد أن السيارة ترجل منها الأشخاص الثلاثة حيث استل أحدهم سيفا من كرسي السيارة، وكشف لهم الثاني عن سلاح أبيض من الحجم الكبير "ساطور" تحت ملابسه، ومنعوهم من رفع الأعلام الوطنية، وأن الأمر وصل حد تلقيهم تهديدات بالاعتداء بواسطة الأسلحة البيضاء، وأنه خوفا على سلامته وباقي مرافقيه تراجعوا وانسحبوا من المكان.
وأوضح الشاهد للمحكمة أنه ورفاقه لم يكونو الوحيدين الذين منعوا من حضور الوقفة الاحتجاجية بل التقوا في طريقهم قبل الوصول بسيارة أخرى أبلغهم ركابها أن الزفزافي ورفاقه منعوهم أيضا من حمل الأعلام الوطنية والمشاركة في الوقفة الاحتجاجية.