كشف وزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح، عن مشروع بناء محطة جوية جديدة في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، من المتوقع أن تكون جاهزة بحلول عام 2029.
المشروع، الذي يهدف إلى تجهيز المطار لاستضافة كأس العالم 2030، سيخصص لخدمة الرحلات طويلة المدى التي تشغلها الخطوط الملكية المغربية "لارام".
في هذا السياق، أفاد الزوبير بوحوت، الخبير السياحي، أن مشروع بناء محطة الدار البيضاء سيسهم في زيادة طاقتها الاستيعابية بشكل كبير، حيث سيرتفع عدد المسافرين من 15 مليون إلى 45 مليون. هذا التحسين يعزز مكانة المحطة داخل شبكة المحطات الأساسية في المغرب، ويعكس التطور الكبير الذي ستشهده المدينة في هذا المجال.
وأوضح بوحوت، في تصريح للموقع اليوم الخميس، أنه "إذا قمنا بمقارنة الدار البيضاء مع مطارات المدن السياحية الأخرى مثل الرباط، مراكش، طنجة، أكادير وفاس، نجد أن الحجم الإجمالي للمحطات الست في المغرب يبلغ اليوم 34 مليون مسافر، منها 15 مليون مخصصة للدار البيضاء. مع اكتمال المشروع، سيرتفع هذا العدد إلى 45 مليون مسافر من إجمالي 85 مليون، مما يرفع حصة الدار البيضاء من 44 بالمائة إلى 52 بالمائة، وهو ما يعكس الأهمية المتزايدة لهذه المحطة في المنظومة الوطنية".
وأضاف بوحوت، أنه من خلال حجم الاستثمار المخصص للمطارات، نجد أن إجمالي الاستثمارات في المطارات الست يصل إلى 37 مليار درهم، حيث يتم تخصيص 67.5 بالمائة من هذه الاستثمارات لمدينة الدار البيضاء. هذا يعني أن المطار سيستفيد من تجهيزات ومواصفات عالية، مما يعزز من مكانته ويجعل منه واحدًا من أفضل المطارات في المنطقة.
وأشار الخبير إلى أن "هذا يذهب في أفق تعزيز مكانة المغرب واحتضان الفعاليات الدولية، وفي نفس الوقت هناك برنامج الخطوط الملكية المغربية (لارام) التي ستتطور في أفق 2037، حيث سنمر من 50 طائرة إلى مائة طائرة، وسنضاعف الأسطول أربع مرات من أجل تطوير النقل الجوي بواسطة الناقلة الوطنية. وأضاف أن الدول السياحية الكبرى تعتمد على الشبكة الدولية وعلى الخطوط الدولية، ولكن لا بد من أن يكون لديها تواجد لشركة وطنية قوية".
وتابع قائلاً: "ويبقى المبلغ الاستثماري المخصص للخطوط الجوية الملكية، الذي يثير مجموعة من التساؤلات، حيث يصل إلى أكثر من 200 مليار درهم، وهو رقم ضخم. علماً أن الخطوط الجوية الملكية، التي أُنشئت منذ حوالي 67 سنة، استطاعت إلى حدود الساعة أن تملك 50 طائرة فقط. ومع ذلك، فإنها تسعى خلال 15 سنة المقبلة إلى الوصول إلى 200 طائرة، وهذا يطرح مشكلة التمويلات."
ولفت إلى أنه على الرغم من ذلك، إذا "استطاع المغرب أن يوفر مثل هذه البنى التحتية، خصوصًا في مدينة الدار البيضاء والمطارات الأخرى، يبقى هناك نوع من غياب التكافؤ أو تناقض بعض الشيء في حصة الدار البيضاء مقارنة مع قدرتها على استقطاب السياح".
وأوضح المتحدث ذاته، أن 'المدينة تمتلك طاقة استيعابية ضعيفة مقارنة مع المدن الأخرى، كما أن استثمارًا بهذا الحجم في مدينة لا تزال تفتقر إلى بنية تحتية قوية في قطاع الفنادق، ولا تعطيها خارطة الطريق أي أهمية في مجال الاستثمار السياحي، يثير العديد من التساؤلات. وأضاف أنه يعتبر هذا اللغز بحاجة إلى تسليط الضوء عليه لفهمه بشكل أعمق".
واستطرد قائلاً: "لكن بشكل عام، يعتبر هذا استثمارًا مهمًا، ومع ذلك يجب إعادة النظر في الاستثمارات التي تم برمجتها في إطار خارطة الطريق. إذ أعتقد أن الطاقة الاستيعابية للفنادق ومؤسسات الإيواء السياحي، سواء الموجودة حالياً أو التي تم التخطيط لها حتى عام 2030، لا تزال ضعيفة".
واختتم حديثه قائلاً: "ربما هذا الاستثمار يمكن أن يساهم في تحفيز المزيد من الاستثمارات في القطاع السياحي، ولذلك يجب إعادة النظر في خارطة الطريق. هناك معطيات إضافية كبيرة تستدعي إعادة تقييم توزيع الاستثمارات على هذه المدن التي ستظل تتصدر المكانة، حيث سيتركز فيها 80 في المائة من النشاط السياحي في المغرب".