قام مرصد الشأن المحلي، الجمعة الماضية (14 أبريل 2023)، بتكريم محمد تيس بعدما وقف في وجه مجزرة اجتثاث أشجار معمرة بمنتزه عين بوتغزاز، الواقع وسط المدينة، والملاصق للمجلس البلدي ولمقر مقاطعة اقشمير، والقريب من السوق المركزي، يوم السبت 08 أبريل الجاري.
غياب إعادة التشجير
في هذا الصدد، أوضح رئيس المرصد، حافيظ حوسة، في تصريح لـ"تيلكيل عربي" أن "موقفه هو صرخة في وجهنا جميعا للحفاظ وتثمين ما تبقى من مجالنا البيئي الذي يعد أهم ثروة طبيعية بالمدينة وأحد اللبنات الأساسية المنشودة لدعم فرص الشغل، وقد كان هدف المسؤولين المحليين من وراء تأهيل العيون هو تشجيع السياحة الجهوية في أفق تطوير بنية الاستقبال التي تعرف ضعفا كبيرا خاصة الوحدات الفندقية في إنتظار إيجاد حل لفندق "بلاطان" الذي رهن المدينة منذ سنة 2008".
وأضاف أن "الغطاء الغابوي الحضري عرف في السنوات الأخيرة نزيفا مستمرا بسبب العامل البشري أو الطبيعي خاصة الرياح القوية التي هبت على الإقليم سنة 2018 التي أسقطت حوالي 600 شجرة دون أن يكلف المسؤولون المحليون أنفسهم التفكير أو إعداد مخطط رفقة مجموعة من المصالح لإعادة تشجير الحزام الغابوي لدوار الشيبة و الفضاء المجاور لثكنة العسكرية موحى واحمو الزياني".
وأكد أن "هذه الجريمة النكراء ستبقى وصمة عار في جبين أي مسؤول آخل أو قصر في أداء واجبه، حيث أن موقع المجزرة ملاصق للجماعة الترابية وللملحقة الإدارية لأقشمير، وضعف آليات المراقبة والمواكبة والتتبع من قبل الأطراف المتداخلة في تدبير هذه السمسرة كانت سببا مباشرا في هذه الجربمة، وهناك من يتحمل المسؤولية الأخلاقية".
وتابع: "الشيء الذي يدفعنا للتشكيك والتساؤل حول السمسرات السابقة بخصوص اجتثاث وتشذيب الأشجار بالمدينة، هل كانت تتعرض لنفس الفعل الجرمي، وكذا القيمة المالية لهذه السمسرة المتمثلة في 5000 درهم، وننتظر ما سيؤول إليه التحقيق في الشكاية المرفوعة إلى وكيل الملك بمركز القاضي المقيم بالحاجب".
وحول من وقف في وجه قطع الأشجار في صبيحة السبت، كتب كريم دهشور، الفاعل الجمعوي، "شكرا للرجلين المسنين اللذان يسكنان بجوار بوتغزاز، واللذين تدخلا لوقف قطع أشجار بوتغزاز قبل أن يصل إلى المكان أي شخص آخر، فهما من يستحقان الشكر وهما من يستحقان رفع القبعة وتمثيل الغيورين على المدينة".
"اللهم إن هذا لمنكر"
وأفاد شاهد على الواقعة، أن "تيس محمد، لما سمع صوت آلة المنشار، وسقوط الأشجار على الأرض، خرج إليهم من منزله".
وأضاف المتحدث ذاته لـ"تيلكيل عربي"، أنه "لما لم يسمعوا لندءاته واحتجاجه، وقالو له: (ماشي شغلك واش ديالك هاذشي)، اتجه نحو شارع الفداء، يصرخ بأعلى صوته، "اللهم إن هذا لمنكر"".
وبعد انطلاق الضجة، التحق بالمكان، محند العتابي، وبعده التحق عضو من المرصد المحلي بالحاجب، وبعض الأشخاص، حينئد جاء بعض المسؤولين بالمدينة إلى الموقع".
وحصل "تيلكيل عربي" على صورة لحظة اعتراض المسن القاطن بجانب منتزه عين بوتغزاز على قطع باقي الأشجار المعمرة، التي يفوق عمرها على أقل تقدير 132 سنة.
مخلفات المنشار
ورغم مرور عدة لجان وحلول عدة مسؤولين إلى موقع المجزرة البيئية، إلاّ أن مخلفات المنشار تركت مقطع شجرة قد يهدد أي زائر للمنتزه أو مار منه.