قررت ابتدائية الرباط اليوم الجمعة 06 أكتوبر تأجيل جلسة النطق بالحكم في قضية الناشطة الأمازيغية مليكة مزان إلى غاية 10 من الشهر الجاري. مليكة مزان في أول حديث لها أمام هيأة المحكمة منذ اعتقالها في السابع عشر من شتنبر الماضي على خلفية بثها لشريط فيديو تتضامن فيه مع "الشعب الكردي"، وتتوعد العرب بقطع الرؤوس، قالت "إنه من المخجل، ومن العار أن تقف في قفص الاتهام، وهي المحبة للسلام، والمناهضة للعنف والتطرف، والمتيمة بحب الوطن"، وهو ما رد عليه القاضي بقوله:"إنه ليس عيبا أن تقفي في قفص الاتهام وتدافعي عن نفسك، طالما أنه لم يصدر لحد الساعة حكم يدينك"، قبل أن يسألها عن تهمة التمييز الموجهة لها، فكان جوابها "إنها لا تميز بين المغاربة سواء كانوا عربا أو أمازيغ ، أو يهود"، مضيفة أن أشعارها وكتاباتها شاهدة على ذلك وحول دعوتها لقطع رؤوس العرب تضامنا مع الأكراد، قالت إن كلامها أخرج من سياقه، وأن هذه الجريمة مستحيلة الوقوع، متهمة أطرافا أخرى باستغلال ذلك الفيديو لتصفية حسابات معها.
وأوضحت مزان "إن ما نشرته على حسابي بالفيسبوك كان غرضه التحذير من العنف،وليس الدعوة إليه" وتابعت "أنا محبة لهذا الوطن، وليس لي وطن غيره، ولا أميز بين العرب والأمازيغ فكلهم مغاربة"، مضيفة "أنه لا أحد سيرفع السلاح في وجه العرب، لأنه ليس بمقدور أحد أن يقول إن هذا عربي خالص، أو هذا أمازيغي خالص".
وفي كلمتها الأخيرة أمام هيئة المحكمة، انهارت مليكة مزان بالبكاء، وقالت مخاطبة القاضي""لنفترض جدلا سيدي الكريم أنني أخطأت، فلتغفروا لي وليغفر لي الشعب المغربي، وبلدي الذي أحبه، وأتمتع بخيراته. أنا أعتذر، وأطلب الصفح من بلدي ومن شعبي، وسأحذف ما نشرته في الفيسبوك، علما أنني قمت ببث فيديو توضيحي أشرح فيه ما قصدته في الفيديو الذي انتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما أتمنى أن تأخذوه بعين الاعتبار أستاذي الكريم"، تقول مزان.
إلى ذلك، كشفت الشاعرة الأمازيغية أنها تعاني من اضطرابات نفسية، اضطرت معها إلى متابعة العلاج منذ 2010، كما تقدمت بطلب الاستفادة من التقاعد النسبي بسبب حالتها الصحية"، وهو الشيء الذي أكده عضو هيأة دفاعها محمد ألمو، الذي كشف أن موكلته تدخل بين الفينة والأخرى في حالة هستيرية لا تستطيع معها التحكم في أقوالها، داعيا إلى الحكم ببراءتها وإطلاق سراحها، ولو تطلب الأمر أداء كفالة مالية.
دفاع مليكة مزان جدد طلبه بتمتيعها بالسراح المؤقت، وهو الطلب الذي قالت المحكمة إنها ستبث فيه مساء اليوم، بعدما رفضت في الجلسات السابقة منحه إياها، رغم تحجج الدفاع بوضعيتها الصحية ومكانتها الاعتبارية.
يذكر أن محاكمة مزان حضرها عدد من المحامين إلى جانب أفراد عائلتها، وبضع نشطاء من الحركة الثقافية الأمازيغية، فيما غابت الأسماء المعروفة بدفاعها عن ملف الأمازيغية عن جلسة اليوم، كما هو الشأن بالنسبة للجلسات الثلاث السابقة