أفادت إحصائيات حديثة، بعد عملية مسح لـ26 شاطئا بالمغرب، أن 85% من النفايات من البلاستيك، 9% منها أكياس "ميكا"، تلوث الشواطئ، بالإضافة لتسبب 3 شركات كبرى في هذه الكارثة البيئية.
على إثر عملية معاينة قامت بها جمعية "زيو زبل"، وباستخدام منهجیة حددتها الحركة الدولیة Plastic From Free Break، امتدت من شواطئ بوجدور جنوبا إلى السعيدية شمالا، أظهرت النتائج أن تلوث البلاستیك هو المصدر الرئیسي للنفایات الصلبة الملوثة للشواطئ، وأن منشأ هذه النفایات یتركز بشكل كبیر حول 5 أنواع من المنتجات، تمثل 56% من النفایات المجمعة ومن نفایات المنتجات التي تسوقها بعض الشركات الصناعیة الكبرى.
وأوضح تقرير، صادر عن مؤسسة "شمال إفريقيا الرباط Heinrich Böll"، أن الجمعية جمعت حوالي 35 من مخلفات النفایات لكل متر مربع من الشواطئ المراجعة ، وخلصت إلى وجود أكثر من 180 نفایات متناهیة الصغر (أقل من 5 ملم) لكل متر مربع.
عملية المسح التي امتدت قبل فترة الصيف وصولا إلى شهر غشت، أظهرت أن 85% النفایات المجمعة مصنوعة من البلاستیك، موزعة بين خمسة أنواع: قناني الصودا والمیاه والعصیر وأغطیة البلاستیك بحوالي 18%، حبال وشباك الصید13%، عصي المصاصة وممسحة القطن 10%، أكیاس بلاستیكیة "میكا" 9%، والمغلفات البلاستیكیة 6%.
وحول مصدر النفايات والشركات التي تتسبب في 48% من النفايات، بحسب التقرير، فقد أظهرت المعاينة أنها تخص 3 شركات كبرى، من الفاعلين الرئيسيين في قطاعات المشروبات الغازیة والمیاه المعبأة والألبان.
وبحسب البلاغ ذاته، فإن جمعیة "زیرو زبل" قامت بعملية تمییز النفایات الصلبة الموجودة على الشواطئ، حيث يتم تعریف منطقة مساحتها 400 متر مربع ، تمثل الحالة المتوسطة للشاطئ. وفي هذه المنطقة، وفق الجمعية، یتم جمع نفایات أكثر من 5 مللیمتر، ویتم تصنیفها في حوالي 20 فئة ، ثم یتم حسابها بعنایة في قاعدة بیانات. كما یتم إجراء تقدیر لعدد المخلفات الصغیرة (أقل من 5 مللیمتر) من خلال العد بالعین المجردة، على سلسلة من العینات تبلغ 1 متر مربع من الشاطئ.
هذه العملية، بحسب المسؤولين عن المشروع، مكنت من جمع 280 36 من النفایات، ليتم تمییزها من خلال تحدید موادها، وأنواع المنتجات التي تأتي منها، والعلامات التجاریة والشعارات التي تحملها إلى أقصى حد ممكن، والتي مكنتهم من معرفة طبیعة هذه النفایات، وحتى منشئها الصناعي كذلك.
يذكر أن تلوث المحیطات بالبلاستیك یعتبر أحد التحدیات البیئیة الرئیسیة، وأن معظم النفایات البلاستیكیة تستغرق ما بین 100 و 500 سنة لتتحلل. هذا ومن جهة أخرى، قد سبق أن تم اختیار المغرب من بین 20 دولة تلقي البلاستیك بشكل كبير في المحیطات.