سبعة قتلى من بينهم رئيس القطار، وقرابة الـ100 جريح، 7 منهم في حالة خطيرة يصارعون الموت، هذه آخر حصيلة لفاجعة انقلاب قطار كان قادما من محطة الدار البيضاء الميناء في اتجاه محطة القنيطرة، حسب ما أفاد به مصدر أمني رفيع، تحدث لـ"تيل كيل عربي" من مكان وقوع الحادث.
المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، ربيع الخليع، رفض في تصريحات صحفية، من مكان وقوع الحادث، إعطاء أي توضيحات حول نتائج المعاينة الأولية لمكان الحادث، وسبب انحراف القطار رقم 9 عن سكته، ما أدى إلى انقلاب المقطورتين اللتين تتقدمان القطار.
الدقائق الأولى للفاجعة
قرابة الساعة التاسعة والربع من صباح اليوم الاثنين، هرع مسير مقهى "الأمم" التي توجد في ظهر المنزل المقابل لمكان وقوع الحادث إلى الخارج، ظنا منه أن الصوت القوي الذي سمعه، مقدمة لانهيار السقف فوق رأسه بسبب زلزال.
يقول مسير المقهى لـ"تيل كيل عربي": "سمعت صوتاً ارتجاج قوي، وأحسست بالأرض اهتزت، ظننت أن الأمر يتعلق بزلزال، قبل أن أشاهد جمعاً من قاطني الحي المقابل للمقهى، يجرون صوب سكة القطار، ما إن وصلت إلى عين المكان، حتى بدأ المسافرون يخرجون من النوافذ المهشمة، وعدد منهم يصارع لفتح أبواب القطار".
مسير المقهى، الذي تحدث له "تيل كيل عربي"، وصف المشهد بـ"المريع"، خاصة وأن عدداً من المصابين فقدوا أطرافهم، من بينهم طفل صغير، وشخص يبدو من مظهره أنه أجنبي. وأضاف: "حالة أخرى لفتاة، سقطت فوق سلك الكهرباء، وتفحمت جثتها، وهناك من فقد عينا في الحادث، وآخرون أصيبوا بجروح بليغة على مستوى الرأس".
أحد سائقي سيارات الإسعاف التي ترابط بعين المكان، أكد لـ"تيل كيل عربي"، وقوع إصابات بليغة، وأوضح أنهم نقلوا عدداً من المصابين الذين يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة، ومنهم من فقد كميات كبيرة من الدماء جراء النزيف الذي أصابهم، بسبب الجروح البليغة.
في السياق ذاته، أكد مصدر أمني رفيع لـ"تيل كيل عربي"، أن عدد من المسافرين إصاباتهم بليغة، لذلك تم نقلهم إلى المستشفى العسكري بالرباط، وتم إدخال 7 منهم إلى غرفة الإنعاش.
عدد المصابين وتعرض عدد منهم لنزيف حاد للدم، دفع مختلف المستشفيات في الإقليم لتوجيه نداء عاجل للتبرع بالدم، كما أعلنت كل المؤسسات الصحية ومصالح الهلال الأحمر حالة الاستنفار القصوى في مدن القنيطرة وسلا والرباط والنواحي القريبة من مكان وقوع الحادث.
مصادر متطابقة من عين المكان نقلت، لـ"تيل كيل عربي"، أن وحدات الوقاية المدنية ورجال الدرك حلوا بمكان الحادث بعد نصف ساعة من وقوعه، وأن سكان المنطقة هم من ساعدوا عددا من المسافرين على الخروج من مقطورات القطار، كما كانت أولى سيارات الإسعاف التي وصلت إلى عين المكان، سيارتان تابعتان للجماعة.
مكان الفاجعة
تحديداً عند قنطرة "عين بركة" بمنطقة بولقنادل التي تقع بين مدينتي سلا والقنيطرة وقعت فاجعة انحراف القطار رقم 9 عن سكته، ما أدى إلى نقلاب مقطورتين .
مجموعة من أمتعة وملابس المسافرين الذين كانوا على متن القطار موضوعة بالقرب من المقطورتين اللتين انقلبتا. الوضع الذي تظهر عليها المقطورتان، يؤكد أن انحراف القطار عن السكة كان قوياً، إذ أن مقدمة القطار وصلت إلى الخط الثالث للسكة الحديدية، فيما صعدت المقطورة الثانية التي تليها فوقها، لتدك جزءا كبيراً منها، كما تسبب الحادث في سقوط الأعمدة التي تربط بين الأسلاك الكهربائية للقطار.
عدد من كراسي القطار الذي يضم 9 مقطورات بما فيها مقطورة السائق، اقتلعت من مكانها، كما تهشم زجاج النوافذ وعدد من الأبواب.
فرضيات الحادثة
في غياب رواية رسمية من المكتب الوطني للسكك الحديدية، حول أسباب الفاجعة، قال مصدر من المكتب لـ"تيل كيل عربي" إن "المعاينة الأولى التي قام بها التقنيون العاملون في ONCF لاحظت تضرر العجلات الحديدية للقطار".
واستبعد المصدر ذاته أن يكون سبب الحادث اصطدام القطار بالماشية التي تمر عادة وبشكل كثيف بهذه المنطقة قاطعة سكة القطار. ولم يعاين "تيل كيل عربي"، في عين المكان، أي مظاهر لحادثة مع ماشية أو دواب.
وكشف المصدر ذاته أن مصالح المكتب الوطني للسكك الحديدية، عبأت كل مصالحها للتحقيق في الحادث، كما أمرت باتخاذ إجراءات استثنائية لاستكمال حركة السفر بالنسبة للمسافرين العالقين بين محور فاس والدار البيضاء وطنجة والدار البيضاء، مع توجيههم بتوقيف عملية بيع تذاكر السفر إلى وقت لاحق، وتوفير حافلات لنقل المسافرين العالقين.
وأضاف مصدر "تيل كيل عربي" أن مكتب السكك الحديدية، طلب من المسؤولين في عدد من المحطات ببعث التقنيين والمعدات لإفراغ السكة من حطام القطار رقم 9؛ إذ تمت تعبئة أطقم من محطات الرباط وسلا والقنيطرة بل حتى من مكناس.
في سياق متصل، أوضح تقني من مكتب السكك الحديدية أن سائق القطار المنكوب لم يكن له هامش للمناورة بعد أن زاغ القطار عن سكته، مع اقترابه من القنطرة، ما أدى به إلى الاصطدام بها، ما جعل الحادث يكون مروعا.