صادق مجلس النواب في جلسة تشريعية يعقدها، صباح اليوم الأربعاء، بالأغلبية، على مشروع القانون التنظيمي رقم 97.15 بتحديد شروط وكيفيات ممارسة حق الإضراب، وذلك في إطار قراءة ثانية.
وفي كلمة له، قال عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي-المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، إن "الحكومة لم تنجح في استثمار هذه اللحظة الفارقة في مسار بلادنا، بالشكل الإيجابي، بما يتلاءم مع شعار الدولة الاجتماعية".
ووصف شهيد الحوار حول مقتضيات المشروع بـ"المتعثر"، موضحا أن "الرأي العام لاحظ أن هناك حلقة مفقودة لإرساء المقاربة التشاركية الحقيقية التي تضمن انخراط كل الفرقاء الاجتماعيين في هذه المسطرة التشريعية؛ لأننا سجلنا تذبذبا بين موقف الحكومة ومواقف النقابات، في العديد من محطات الحوار بينهما. حكومة تتحدث عن توافقات، ونقابات تكذب وتعلن عن رفضها التام للمشروع".
كما اتهم الحكومة بـ"خذلان الشغيلة المغربية؛ كونها تنكرت لالتزامها الذي أكدت فيه، في الصفحة 59، على تفعيل توصيات تقرير النموذج التنموي الجديد المتعلقة بقانون الشغل، والتي تشمل اعتماد قانون النقابات، وإصدار القانون التنظيمي للإضراب، وتعزيز احترام الحقوق الأساسية في مكان العمل، ووضع إطار قانون لهيكلة العلاقة بين المتدربين والمقاولة. فبهذه المقتضيات المجزأة، سنحمي الحقوق الطبيعية والمشروعة للأجراء!".
وشدد شهيد على أنه "من متطلبات الدولة الاجتماعية، اعتماد مقتضيات منصفة للفئات الاجتماعية الأكثر احتجاجا؛ على رأسها الأجراء، أو على الأقل، الوقوف على نفس المسافة بين أرباب العمل والشغيلة. لكن الواقع كشف زيف هذا الشعار، وظهر الوجه الحقيقي للحكومة، التي فضلت الوقوف إلى جانب "الباطرونا" ورفاهيتها، على حساب الشغيلة وتضحياتها. قانون متوازن يجعل الحكومة في الوسط، ولكنها كانت، طيلة مسار القانون، مع "الباطرونا". ولهذا، رأينا هذه الأخيرة صوتت ولم تحتج في هذه اللحظة، بينما وقفت النقابات ضد هذا القانون".
وتابع أن الحكومة "مستمرة في سياستها الصماء ومنطق الأغلبية العددية، وعدم التفاعل الإيجابي مع تعديلات المعارضة"، مسجلا أن "تعديلات المعارضة الاتحادية وصلت إلى أكثر من 112 تعديلا، إلا أنها لم تتفاعل سوى مع عدد قليل منها، بصياغات مرتبكة ومعزولة".
وخاطب شهيد وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري: "لقد قضيتم سبعة أشهر في طحن طواحين الهواء، واش قنعتوا شي واحد كان غايصوت ضد الإضراب واليوم صوت معه؟ تا واحد. فين انطلقتوا فين انتهيتوا. بمعنى أنكم لم تقنعوا أحدا بخطابكم المعسول".