بشكل مفاجئ أعلن البرلمان المغربي عن عقد اجتماع مشترك بين لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج بمجلس النواب ولجنة الخارجية والحدود والدفاع الوطني والمناطق المغربية المحتلة بمجلس المستشارين، اليوم الأحد، بحضور كل من وزير الداخلية عبد الوافي الفتيت ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، لتدارس آخر مستجدات قضية الوحدة الترابية.
في هذا الصدد، كشف مصدر حكومي في اتصال مع موقع "تيلكيل عربي" أن الاجتماع الذي يأتي بطلب من الحكومة طبقا للفصل 68 من الدستور جاء ردا على التحرشات الأخيرة التي تقوم بها جبهة البوليساريو ضد المغرب، مضيفا أن هذه الأخيرة تحاول أن تفرض واقعا جديدا على الأرض.
وأشار المصدر ذاته، أن اجتماع غد يهدف إلى وضع نواب الأمة في صورة ما يحدث على الأرض من أجل الرد على خصوم الوحدة الترابية.
وكانت عناصر تابعة لجبهة البوليساريو قد قامت باقتحام المنطقة العازلة وتشييد خيام بالقرب من بلدة المحبس، قبيل صدور التقرير السنوي للأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء.
من جهته، يرى الباحث المغربي عبد المجيد بلغزال، في تصريح خص به "تيل كيل عربي" أن اجتماع غد يأتي في سياق عادي، على اعتبار انه ليس الأول من نوعه، لكن المؤكد بحسبه أن مثل هذه الاجتماعات لا تلجأ إليها الدولة إلا في اللحظات الصعبة، كما أن عقد هذا الاجتماع قبيل تقديم تقرير الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس يثير كثيرا من التوجس، ويطرح عددا من الأسئلة حول ما إذا كان التقرير يتضمن معطيات ليست في مصلحة المغرب، أم أن الأمر يتعلق بأزمة جديدة مع الوسيط الأممي الذي يدعو إلى توسيع دائرة المتحاورين مقابل موقف المغرب الذي يعتبر أن مجلس الأمن هو صاحب الاختصاص الحصري في هذا الملف.
وبحسب الباحث المغربي، فاجتماع يوم الأحد قد تكون له علاقة مباشرة بالتطورات الأخيرة على الأرض المرتبطة بقطاع الجنوب وقطاع الشمال، فجنوبا لازالت البوليساريو تتواجد في الكركرات وتصر على خرق اتفاق إطلاق النار، كما أن هناك تحرش آخر أكثر خطورة يقع في القطاع الشمالي وتحديدا في ضواحي المحبس، مبرزا أن هذا التحرش هو الأخطر من نوعه لأنه مسنود من تندوف والجزائر، وهو ما قد يؤدي إلى انزلاق.
ويرى بلغزال أن المعركة اليوم بين المغرب والبوليساريو أصبحت حول من يتحكم في الأرض، مشيرا في هذا الصدد إلى الخطوات التي قامت بها البوليساريو عبر نقل مقرات عدد من مؤسساتها لما تسميه بالمناطق المحررة من قبيل نقل مقر وزارة الدفاع لبئر لحلو، ومجلس الشعب لتفاريتي في محاولة لفرض أمر واقع على الأرض.