بقلم: مصطفى الفن
لا أزعم أني أعرف السيد محمد أوزال الرئيس السابق لفريق الرجاء البيضاء، الذي اعتقل وأودع السجن وهو في هذا السن المتقدم، السيد تجاوز ربما الـ80 سنة، لكني تعرفت وجالست هذا الرجل الأمازيغي الأنيق أكثر من مرة وفي أكثر مناسبة مع الفنان الساخر السيد أحمد السنوسي "بزيز".
وأعترف أني حزنت كثيرا لخبر اعتقال "حكيم حكماء" في القلعة الخضراء، وأفتح قوسا هنا لأقول إن هذا الوصف (حكيم الحكماء) هو من إبداع الصحافي الرياضي الكبير السي محمد أبو السهل أثناء دردشة هاتفية معه مساء هذا اليوم.
وازداد حزني أكثر عندما علمت أيضا أن السيد أوزال، العاشق للحياة وللرجاء بالتحديد، اعتقل وهو منهك ومتعب ومريض ولا يمكن أن يتحرك إلا على كرسي متحرك، كما أن التهمة نفسها التي قادت إلى اعتقال السيد أوزال فيها ربما نقاش قانوني طالما أننا أمام نزاع تجاري صرف قد يكون الابن هو المسؤول عما وقع في هذا الملف وليس الأب.
ثم إن ما وقع للسيد أوزال من عجز عن الوفاء بالتزاماته المالية تجاه شريك فرنسي يمكن أن يقع لجميع لبني البشر في عالم المال والأعمال، ولا أعتقد أن حل هذا النزاع التجاري هو الاعتقال وهو السجن لرجل ثمانيني يستعد للموت لا للحياة وبتاريخ مشرف وكبير من العطاء ومن الإنجازات، وربما كان المطلوب، والحالة هذه، أن يحل هذا النزاع التجاري بالمحاكم المدنية عوض المحاكم الزجرية وعوض السجن والأصفاد.
نعم كم وددت لو حصل هذا لعلنا نتفادى هذه النهاية الدرامية وهذا القتل الرمزي لقامة تسييربة كبيرة أعطت كثيرا ليس فقط للوطن وللاحتراف الكروي في الوطن، والواقع أن هذا الهرم الأمازيغي الكبير أعطى كثيرا للرياضة المغربية وأعطى أكثر لفريق الرجاء البيضاوي وحتى لألعاب القوى أيضا.
وليس سرا أن السيد أوزال هو من جيل المسيرين الذين نقلوا فريق الرجاء البيضاوي من فريق يهمه "إمتاع" الجمهور إلى فريق ينافس على الألقاب وطنيا وقاريا، كما يسجل التاريخ أيضا أن فريق الرجاء حصد، مع السيد أوزال، العديد من الالقاب وربما حصد معه حتى أول لقب إفريقي.
بل فريق الرجال انتصر، مع السيد أوزال، على فريق جزائري بمدرب جزائري في قلب الجزائر حتى أن بعض المشجعين الجزائريين أحرقوا منزل المدرب رابح سعدان.
وأنا أنهي هذا السطور المتواضعة، أتمنى من القلب أن أسمع أخبارا سارة في هذا الملف ليس لأن السيد أوزال كان دائما جزءا من الحل في جميع الأزمات المالية وغير المالية لفريق الرجاء.
ولكن أيضا لأن قضية السيد أوزال في الأصل ليست ربما لا نصبا ولا احتيالا ولا خيانة أمانة بقدر ما هي قضية "نزاع مالي" عادي ينبغي تسويته مع الطرف المشتكي في أقرب وقت ليس إلا.