أثارت مبادرة الأكاديمية الجهوية لتربية والتكوين لجهة الداخلة وادي الذهب جدلاً واسعاً بين الرأي العام التربوي، بخصوص اعتمادها لصيغة جديدة لأوقات الدخول بدء من يوم غد الاثنين، وسط مطالب بتعميم "المبادرة" على باقي الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، ومعها داخل أكثر من 10 آلاف مؤسسة تعليمية بالمغرب.
ونقت الجيدة لبيك، مديرة الأكاديمية الجهوية لتربية والتكوين لجهة الداخلة وادي الذهب، لموقع "تيل كيل عربي"، أي تراجع عن هذا القرار الذي سبق وأن استحسنه الوزير الأسبق رشيد بن المختار بن عبد الله في اجتماع أعضاء المجلس الاداري، فيما سيتم العمل بالتوقيت الرسمي على مستوى مقر الأكاديمية ومصالحها الإقليمية بشكل عاد، دونما أي تعديل.
وفي نفس الاتجاه، سارت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة العيون الساقية الحمراء، التي أصدر مديرها أحمد الحنصالي رسالة تحمل رقم 18/031 بتاريخ 23 مارس الجاري، اقترح فيها على جميع مؤسسات التربية والتكوين بالجهة اعتماد نفس توقيت أكاديمية الداخلة، القاضي بالدخول في التاسعة صباحا خلال الفترة الصباحية والثالثة بعد الزوال في الحصة المسائية، مع ربطه بشرط يتمثل في "الموافقة القبلية لمجلس تدبير المؤسسة التعليمية"، الذي يضم ممثلي الأساتذة والادارة وجمعيات الآباء والمنتخبين.
التكوين المهني يعدل في ثلاث جهات
وسارت مؤسسات التكوين المهني بالأقاليم الجنوبية في نفس مسار أكاديمية الداخلة باعتماد وقت الدخول في التاسعة صباحا والثانية والنصف بعد الزوال في الحصة المسائية، بحسب رسالة بعثها المدير الجهوية للتكوين المهني الأقاليم الجنوبية لمديري المؤسسات التكوينية، تلقى موقع "تيل كيل عربي" نظيرا منها.
وجاء هذا القرار، وفق نص الرسالة، بعد الاجتماع التشاوري لمديرية الجهوية للأقاليم الجهوية، تلبية لما أسمته الرسالة "تطلعات أولياء وأمور المتدربين بالجهات الجنوبية الثلاث (كلميم واد نون – العيون الساقية الحمراء- الداخلة وادي الذهب)، واعتبارا لخصوصيات المنطقة الجغرافية، واختلاف مواعيد الشروق والغروب، كذا انسجاما مع سيرورة التعليم بمسالك الباكلوريا المهني والمسارات الاعدادية".
غير أن مبادرة تغير التوقيت الرسمي في كلميم واد نون بمؤسسات التكوين المهني، لم يتم إلا من طرف واحد، فيما لم تقدم الأكاديمية الجهوية لتربية والتكوين لجهة كلميم واد نون على تغيير مواقيت الدخول والخروج إسوة بنظيرتها في مؤسسات التكوين المهني.
النقابات تطالب بالتعديل
ومن تداعيات ذلك، أن تحركت عدد من الهيئات النقابية الجهوية، بتوجيه رسائل إلى مديري الأكاديميات من أجل اعتماد "مبادرة الداخلة" (غرينيتش +1) لدخول في الحصة الصباحية والمسائية من خلال نموذجين، الأولى التاسعة إلى الواحدة، والثالثة إلى السابعة مساء، والثاني بخصوص التوقيت المستمر من التاسعة إلى الواحدة و40 دقيقة صباحا، ومن الواحدة و45 دقيقة إلى السادسة و25 دقيقة.
وعللت إحدى هاته الرسائل النقابية، والتي حصل عليها موقع "تيل كيل عربي"، ذلك بكون "القرار الحكومي القاضي بزيادة ساعة زمنية له تداعيات سلبية على الحالة النفسية والاجتماعية لمجموع تلميذات وتلاميذ الجهة".
ومن بين هاته السلبيات، توضح الرسالة، "ارتفاع نسبة تأخر وتغيب التلاميذ في الفترة الصباحية، ما يؤثر على زمنهم المدرسي، وتخوف الأسر في البوادي وضواحي المدن من الاعتداءات على بناتهم وأبنائهم خلال خرجهم مبكرا في الصباح، فضلا عن الضر المعنوي والصحي للتلاميذ، خاصة وأن الفترة تعرف استعدادات للامتحانات الاشهادية".
ومن بين النقابات التعليمية الموقعة على رسائل للمطالبة باعتماد توقيت (غرينتش+1) الجامعة الوطنية للتعليم (ا.م.ش) والجامعة الوطنية للتعليم (FNE) والجامعة الحرة للتعليم (ا.ع.ش.م) والجامعة الوطنية لموظفي التعليم (ا.و.ش.م).
وطالب عدد من نساء ورجال للتعليم في تدوينات متفرقة على مواقع التواصل الاجتماعي باعتماد "مبادرة الداخلة" في تعديل مواقيت الدخول خلال الحصتين الصباحية والمسائية، مع الحفاظ على زمن التعلم، الذي لم يبق منه إلا ستة أسابيع فقط، قبل انطلاق الاستحقاق الوطني لنيل شهادة الباكلوريا برسم دورة يونيو 2018.