كشف محمد المقريف، أحد أبرز معارضي نظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، والأمين العام للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، عن العلاقة التي جمعته بالمخابرات المغربية خلال مدة إقامته بالمغرب، بعد انشقاقه عن القذافي.
وقال المقريف، في برنامج "شاهد على العصر"، الذي تبثه قناة "الجزيرة" مساء كل أحد إن نظام الحسن الثاني احتضنه وقدم له غطاء سياسيا وحماية أمنية، لكنه لم يتسلم أي أموال من المغرب.
وأوضح المقريف أن المخابرات المغربية سلمته جوازات سفر بأسماء مستعارة؛ واحد منها كان باسم "محمد الادريسي"، كما وفرت له حماية أمنية.
وتابع أول رئيس للمجلس الوطني لليبي بعد الإطاحة بالقذافي بأن حماية المعارضين الليبيين من طرف المخابرات المغربية "لم تكن مشروطة بأي شيء".
وبخصوص سبب العداء والكراهية التي كانت بين القذافي والحسن الثاني، قال المقريف "إن القذافي أيد الانقلاب على الحسن الثاني، كما دعم البوليساريو.
وشدد المقريف أن إساءات و"بذاءات" القذافي طالت الكثير من الدول العربية، وتسببت بتوتير علاقات ليبيا مع دول عدة مثل تونس ومصر في عهد السادات والعراق في عهد صدام حسين، حيث كان هؤلاء القادة يحملون مشاعر الكراهية للقذافي، مما دفعهم لاحتضان المعارضة.
وكشف المقريف عن لقاءين جمعاه بالجنرال أحمد الدليمي، الذي وصفه بـ"الشخصية المرعبة بمجرد ذكر اسمه"، في الوقت الذي أثنى على الكولونيل حسني (ربما يقصد بنسليمان)، وقال "إنه كان في غاية اللطف".
وأضاف "مرة قال لنا الكولونيل حسني إنه في حياة كل إنسان هناك فترة واعدة يمر بها، إذا انتبه لها سيتحول إلى إنسان غير عادي ويحقق أشياء غير عادية في الحياة، وإذا لم ينتبه تضيع منه الفرصة".
من جهة أخرى، أشار المقريف إلى احتضان المغرب لمؤتمر الحركة الوطنية الديمقراطية سنة 1982، وقال "إنه هو الذي اقترح تغيير مكان المؤتمر من القاهرة إلى الرباط".
حماية خارج المغرب
كشف المقريف أنه في سنة 1982 رتبت له المخابرات المغربية لقاء في سويسرا مع عبد العاطي لعبيدي، وزير الخارجية الليبي السابق.
وقال المقريف إنه كان يتصور أن العبيدي هو الذي طلب لقاءه، وقد تصورت أنه يريد أن يعلن انشقاقه، لكن "حينما فاتحته في الأمر تحجج لي بكون الدول العربية لا يوثق بها ويمكن أن يسلموه للقذافي".
لقاء القنصل الأمريكي
لم يكتف المقريف بعقد لقاءات مع المسؤولين المغاربة، بل إنه عقد لقاء مع القنصل الأمريكي في الرباط بطلب وإلحاح من هذا الأخير.
وعن فحوى لقائه بالقنصل الأمريكي، قال المقريف إنه سأله "لماذا يعتقد الأمريكان أن ضمان مصالحهم في ليبيا يجب أن يكون على حساب الليبيين من خلال دعم القذافي؟"، مشيرا إلى أن القنصل الأمريكي فضل عدم التعليق عن هذا السؤال، ولمح إلى إمكانية حدوث تغيير في السياسة الأمريكية في عهد الرئيس ريغن.
وأشار المقريف إلى أن القنصل الأمريكي بالرباط هو الذي رتب له زيارة إلى واشنطن، لكنه شدد على أنه لم يكن عميلا لأي جهاز.